جِئْتُ يَا شَهْرُ مَوْلِدِهِ
بقلم / مدحت مرسي
جِئْتُ يَا شَهْرُ مَوْلِدِهِ
اَلْكَوْكَبِ اَلْأَرْضِيِّ حِينَ وَطِئَتْهُ أَمْسَى حَصَاهُ يَتِيهُ فَوْقَ اَلْأَنْجُمِ
وَقَعَ كَلَامُهُ عَلَى اَلْأَرْضِ اَلْجَدْبَاءِ اَلصَّحْرَاءِ اَلْقَاحِلَةِ اَلْبَدْوَ اَلْغِلَاظَ اَلرُّحَّلَ
فَأَخْصَبَتْ اَلصَّحْرَاءَ وَأَنْبَتَتْ لِلدُّنْيَا أَزْهَارُ اَلْإِنْسَانِيَّةِ اَلْجَمِيلَةِ
نَعَمْ
هَذِهِ اَلصَّحْرَاءِ سَتَلِدُ اَلدُّنْيَا اَلْمُتَحَضِّرَةُ اَلَّتِي مِنْ ذُرِّيَّتِهَا أُورُوبَّا وَأَمْرِيكَا
فَالْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ يَعْمَلَانِ فِي مِيَاهِ اَلْأَرْضِ بِنُورٍ مُتَمِّمٍ لِمَا يَعْمَلُهُ نُورُ اَلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
وَخَرَجَ رِجَالُ أَنْ عَبَّتُهُمْ بِشَيْءِ لَمِّ تَعَبِهِمْ إِلَّا أَنَّهُمْ دُونَ اَلْمَلَائِكَةَ
نَعَمْ
صُنْعُ أُمَّةٍ لَهَا تَارِيخُ اَلْأَرْضِ مِنْ بَعْدُ
وَهُوَ يَقْبَلُ مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ
وَيَذْهَب هُنَا وَهُنَاكَ مَعَ اَلْقُلُوبِ وَالْأَنْفُسِ وَالْحَقَائِقِ لَا مَعَ اَلْكَلَامِ وَالنَّاسِ وَالْوَقْتِ نَعَمْ
كَانَ اَلْمُسْلِمُونَ يَغْزُونَ اَلدُّنْيَا بِأَسْلِحَةٍ فِي ظَاهِرِهَا أَسْلِحَةً مُقَاتِلِينَ
وَلَكِنَّهَا فِي مَعَانِيهَا أَسْلِحَةَ اَلْأَطِبَّاءِ
كَانُوا يَحْمِلُونَ اَلْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ثُمَّ مَضَوْا إِلَى سَبِيلِهِمْ وَبَقِيَ اَلْكَلَامُ مِنْ بَعْدِهِمْ غَازِيًّا وَمُحَارِبًا فِي اَلْعَالَمِ كُلِّهِ حَرْبُ تَغْيِيرٍ وَتَحْوِيلٍ
وَصَلَى اَللَّهُمَّ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدْ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية