حرمة الدماء فى الإسلام
كتب – وليد على
نرى أحداث القتل من حولنا كل يوم بين أفراد المجتمع الواحد والدين الواحد ويتعجب كلا منا ويسأل نفسه ماذا حدث للناس وماهذا الهرج الذى يحدث فى مجتمعنا المسلم الذى يعلم كل من فيه أن هذه الدماء لها عصمة عصمها الله ورسوله فماذا حدث وما الذى جعل الناس يتجردون من معانى الانسانيه ويصيرون كالبهائم يقتل القوى منهم الضعيف .
إنه البعد عن ديننا الحنيف وتعاليمه وإتباع خطوات الشيطان والله تعالى حذرنا فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الايه (21 سورة النور )
ويعني : طرائقه ومسالكه وما يأمر به وهذا تنفير وتحذير من ذلك ، بأفصح العبارة وأوجزها وأبلغها وأحسنها .
قال الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
وقال تعالى:( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
قال الإمام ابن حجر رحمه الله:
وجعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغة في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيما لشأنه أي كما أن قتل جميع الناس أمر عظيم القبح عند كل أحد .
وقال مجاهد رحمه الله: من قتل نفسا محرمة يصلى النار بقتلها كما يصلاها لو قتل الناس جميعا ومن أحياها أي من سلم من قتلها فكأنما سلم من قتل الناس جميعا .
وقال قتادة رحمه الله: أعظم الله أجرها وأعظم وزرها أي من قتل مسلما ظلما فكأنما قتل الناس جميعا في الإثم لأنهم لا يسلمون منه ومن أحياها وتورع عن قتلها فكأنما أحيا الناس جميعا في الثواب لسلامتهم منه.
وقال الحسن رحمه الله: فكأنما قتل الناس جميعا أي أنه يجب عليه من القصاص ما يجب عليه لو قتل الكل ومن أحياها أي عفا عمن له عليه قود فكأنما أحيا الناس جميعا .
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ، ما لم يصب دما حراما .
وعن البراء بن عازب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق “.
عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج – وهو القتل – حتى يكثر فيكم المال فيفيض” .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اجتنبوا السبع الموبقات ” ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : ” الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات” .
عنه ايضا قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل “.
عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ” يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما ، يقول : يا رب ، قتلني هذا ، حتى يدنيه من العرش ” ” قال : فذكروا لابن عباس ، التوبة ، فتلا هذه الآية : ومن يقتل مؤمنا متعمدا ، قال : ” ما نسخت هذه الآية ، ولا بدلت ، وأنى له التوبة “.
هذا يا عباد الله قليل من كثير من الايات والاحاديث التى تحذرنا من الوقوع فى القتل وسفك دم اى انسان بغير حق وهى كبيرة من الكبائر التى حرمها الله وكتب على صاحبها انه من أهل النار خالدا فيها .
فتقوا الله يا عباد الله ولا تجعلوا للشيطان عليك سبيلا واحذروا غضب الله على هذه الفعله المنكرة .
ويجب على الأباء والأمهات ان يحذرو ابنائهم من خطورة هذه الجريمة ولا يتركوهم امام التلفاز يشاهدون مثل هذه الجرائم ويتصور لبعضهم ان من يرتكبوها ابطال .
فيجب ان نحذر من هذا ولنعم اننا مسؤلون امام الله عن ابنائنا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه ) .