كتب- إبراهيم عوف
حالة من التضامن شهدها مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية مع لبنان إثر العدوان الغاشم الذي أطلقه الاحتلال الاسرائيلي، والذي أسفر عن مقتل المئات وتشريد آلاف البشر، ليواصل كيان الاحتلال انتهاكاته في اطار محاولاته توسيع دائرة الحرب، والتي بدأت قبل عام مضى في قطاع غزة، لتمتد إلى دول اخرى بين لبنان وسوريا واليمن وحتى امتداد التوتر إلى إيران، مما يثير مخاوف جراء احتمال اندلاع حرب اقليمية شاملة.
والتضامن العربي مع لبنان ترجمته الجلسة الطارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي عقدت الخميس بناء على طلب دولة العراق، والتي استهلت فعالياتها بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين ولبنان.
في هذا الاطار، قال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إن الجامعة العربية ودولها الأعضاء كل على حدة حذروا لشهور من مخاطر الحرب الإقليمية، التي لن يكون أي طرفٍ بمنأى عن تبعاتها، ولكن الأمور باتت تقترب بشدة من اندلاع هذه الحرب في ظل غطرسة وتهور قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين يصرون على إشعال الحرائق في المنطقة ولا يكتفون بالإجرام الذي مارسوه ويمارسونه في غزة، وإنما يريدون استنساخ السيناريو الوحشي ذاته في لبنان، متحصنين بعجزٍ عالمي عن ردع سلوكهم الإجرامي وإجترائهم على كل القواعد القانونية والإنسانية والأخلاقية.
وأضاف زكي، في كلمته أمام جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الخميس عقدت بناء على طلب من دولة العراق بمقر الأمانة العامة، ان الاعتداءات على لبنان وأهله واستعراضات البطش التي أسكرها غرور القوة لن تُحقق الأمن لأي طرف بل هي تزرع بذور صراعات ممتدة، وكراهية متزايدة موضحا انه كان هناك سبيل دبلوماسي يمكن أن يُحقق أهداف جميع الأطراف ويجلب الهدوء للجبهة اللبنانية الإسرائيلية وفق القرار 1701 ولكن الاحتلال اختار سبيل الدم والقتل، عِوضاً عن طريق الحلول العقلانية التي تبدأ بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، ونزعٍ لفتيل التصعيد في لبنان والمنطقة.
واعتبر زكي أن سيناريوهات الاحتلال مكشوفة، وأغراضه معروفة وعلى الجميع الانتباه لها معتبرا أن السلم الأهلي أولوية قصوى يتعين على الجميع الاستمساك بها مهما كانت الظروف حيث لن يعبر المجتمع اللبناني هذه الأزمة سوى بقوة نسيجه وتآزر مكوناته واستكمال مؤسساته.
ومن جانبه، أكد مندوب لبنان لدي الجامعة العربية على الحلبي أن بلاده تحمل إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، وأن الاحتلال ينتهك كافة القرارات الدولية داعيا مجلس الأمن إلي الاضطلاع بمسؤولياته لوضع حد لانتهاكات الاحتلال للأراضي اللبنانية.
ودعا لتفعيل الهيئات الدولية المخولة بحقوق الإنسان علي إدانة ومحاسبة اسرائيل.
وثمن مواقف الدعم والمساعدات التي صدرت عن الدول العربية الشقيقة وكذلك التي قدمتها الأمانة العامة للجامعة العربية مطالبا بتقديم المزيد من الدعم وارسال مساعدات إغاثية وطبية نظرا للضغط الهائل الذي يتعرض له القطاع الصحي بسبب العدوان الغاشم
وأكد أن لبنان يؤكد علي موقفه الرافض للحرب وتمسكه بالحلول الدبلوماسية وإنهاء الاحتلال للأراضي اللبنانية.
قال مندوب العراق لدى الجامعة العربية، أحمد نايف الدليمي إن مساعدة لبنان في الكارثة الإنسانية الحالية تبقى أولوية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، خاصة في ضوء ما تسبب به من قتل وتشريد ليواجه أهل لبنان ظروف معيشية قاسية.
ودعا المجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤوليته لوقف العدوان وحماية المدنيين الأبرياء مؤكدا على ضرورة التنسيق بين كافة أطراف المعادلة الدولية لتوصيل المساعدات.
وشدد نائب مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية علي صالح مرسي على ضرورة التضامن مع النازحين واللاجئين في لبنان، موضحا أنه يواجه أخطر مرحله في تاريخه في ظل نزوح داخلي هائل جراء العدوان، إلى جانب اوضاع اقتصادية صعبة تتطلب تقديم دعم إنساني عاجل للشعب اللبناني، بما يمكن القطاعات الصحية والاجتماعية لتأدية دورها