كتب/هاني حسبو.
من حكمة الله عز وجل أن جعل هذه الدنيا مزرعة للاخرة وجعل هناك مواسم للطاعات يعظم فيها اجر الطاعة.
فقد روى الطبراني بسند حسن من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: « افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].
من هذه المواسم : عاشوراء…..وما ادراك ما عاشوراء ؟
عاشوراء هو يوم العاشر من محرم.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛ لما له من المكانة ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . ” رواه البخاري 1867
ومعنى ” يتحرى ” أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وأما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري (1865) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ”
وصيام عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ” رواه مسلم 1162. وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم.
ولو صادف عاشوراء يوم الجمعة هل يُصام؟
اجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بكلام ما حاصله أنه يصومه لأنه:
صامه لأجل ما هو الجمعة، صامه لأنه يوم عاشوراء ما في بأس.
وكذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه إذا وافق يوم الجمعة يوم عاشوراء فيصح صومه منفردًا
وأضافت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا ؟»، أن الجمهور من العلماء يروا أنَّه يجوز صيام يوم الجمعة منفردا إذا كان هناك سببٌ لهذا الصوم؛ وذلك كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم؛ كمَنْ يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان مَثَلًا، أو إذا صام الشخص يوم قبل الجمعة أو يومًا بعده.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه إذا أتى يوم عاشراء يوم الجمعة وصامه المسلم منفردا؛ فيصح صومه ولا حرج عليه.
وعلى هذا فمن صام الخميس والجمعة المقبلين فقد حصل اجر سنة مخالفة اليهود وأجر غفران ذنوب سنة مضت.
ومن صام الجمعة فقط فقد أدرك اجر غفران السنة الماضية