Site icon وضوح الاخبارى

خدمة الزوجة لزوجها سبيلها لرضا ربها

خدمة الزوجة لزوجها سبيلها لرضا ربها 1

الداعية محمد محمود عيسى

بقلم / محمد محمود عبسى

إن الله-عز وجل- فطر المرأة على خصائص صالحة للقيام بشؤون البيت وتدبيره ورعاية أموره..

فإذا قامت المرأة بخدمة بيت الزوجية كما ينبغي قرّت عين الزوج ورضي عنها وأحس أن بيته قد حُفظ حقه ورُعيت مصالحه فيرتاح وترتاح نفسه ويحسن معاملة زوجته أكثر وأكثر.

جاءت أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية (رضي الله عنها) الملقبة بخطيبة النساء فقالت:

 يا رسول الله..

بأبي أنت وأمي! إنَّ اللهَ بعثك للرجال وللنساء كافة، فآمنا بك وبإلـٰهك، وإنَّـا معشر النساء محصوراتٌ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ، قواعدُ بيوتكم، وحاملاتُ أولادكم، وإنَّكم معشرَ الرجال فُضِّلتُم علينا بالجُمَع والجماعات، وفُضِّلتُم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله..

 وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسنا في بيوتكم نحفظُ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزلُ ثيابكم

فهل نشاركُكم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟

وفي رواية ..

( فما لنا يارسول الله

صلى الله عليه وسلم)؟

 فالتفت ﷺ بجملته وقال :

هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة؟

 (لحرصها على معرفة مايقربها إلى الله عز وجل وعظيم ثوابه)

قالوا:

يا رسولَ الله ما ظننا أنَّ امرأةً تسألُ سؤالَها.

فقال النبي ﷺ :

ياأسماءُ، اعلمي؛ وأخبري من وراءك من النساء أنَّ حُسنَ تبعلِ المرأة لزوجها، وطلبَها لمرضاته، يعدِلُ ذلك كله.

 فأدبرت المرأةُ وهي تُهلِّلُ وتُكبِّرُ وتُردِّدُ:

يعدل ذلك كله..

 يعدل ذلك كله.

 أخرجه البيهقي في شُعَب الإيمان وهو حسن لغيره بمجموع طرقه وشواهده.

فهلا يفقه هذا نساء المؤمنين؟

بكل أسف يخرج علينا الآن من يسمونهم (شيوخ الفضائيات) ويبثون سمومهم في عقول من يتابعونهم من النساء، فيقولون لا يجب على المرأة خدمة زوجها وأولادها !!!!

وقد أشار الله (عز وجل) إلى هذا من مجمل قوله:

{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } أي على النساء حقوق كما أن على الرجال حقوق.

وللنساء حقوق كما أن للرجال عليهن حقوقاً بالمعروف.

والمعروف (العُرف) كما يقول جماهير العلماء فيرجع إليه ويحتكم إليه

والعرف أحد مصادر التشريع الإسلامي والقاعدة الأصولية تقول:

المعروف عرفا كالمشروط شرطا..

وعُرف المسلمين في كل زمان ومكان أن المرأة تخدم بيت زوجها فانظر إلى أمهات المؤمنين كن يقمن على خدمة بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة

(رضي الله عنها) قالت:

كن نُعِد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) سواكه وطهوره فيبعثه الله ليصلي من الليل ما يشاء.

وفي الحديث الصحيح عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث (رضي الله عنها) قالت:

وضعت لرسول الله(صلى الله عليه وسلم) ماءً فاغتسل من الجنابة.

ولذلك فالصحيح وجوب خدمة المراة لزوجها بالمعروف فهذا من الطاعة وحسن التبعل والمعاشرة بالمعروف..

(وشذ من قال لايجب عليها أن تخدمه بل يستحب لها ذلك فقط..وهو قول ضعيف كضعف قول من قال: لايجب على الزوج أن يعالجها)

 لأنه لا أفضل من أمهات المؤمنين ..

وبنات النبي صلى الله عليه وسلم ..

 ونساء الصحابة الكرام..

فهذه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

البضعة النبوية الكريمة بنت الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) رضي الله عنها كانت تخدم زوجها حتى أن يدها تقرحت بسبب طحنها للنوى (رضي الله عنها وأرضاها)..

وطلبت من أبيها صلى الله عليه وسلم أن يعينها بخادم ..

فلم يقل لها اطلبي ذلك من زوجك .. فإنه لايجب عليك خدمته وهو الذي يجب عليه توفير خادم لك!

بل قال لها بأبي هو وأمي ونفسي وروحي:

 (ألا أدلك على ماهو خير لك من خادم؟!

تقولين عند النوم سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين

فهذا خير لك من خادم)

رواه البخاري ومسلم

قال بعض العلماء:

إنها قد جلت يدها من كثر الطحن للنوى، والنوى يكون علفاً للدواب التي يملكها الزوج فكيف بالقيام على حق الزوج نفسه!

كذلك أيضاً ثبت في الحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين (رضي الله عنها) أنها كانت تخدم زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وكانت تخرج إلى مزرعته وتمشي أكثر من ثلثي الفرسخ وهي تحمل على ظهرها ..

وهذا هو الذي عُرف عن نساء المؤمنين وعُرف في أزمنة المسلمين أن النساء يقمن بخدمة البيوت ورعايتها وأن هذه الخدمة لا تغض من مكانه المرأة ولا تنقص من قدرها

ولكنها فطره الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ، هذا الأمر الذي هو خدمة البيت قد يراه البعض شيئاً يسيراً أو شيئاً صغيراً ..

لكن عواقبه الحميدة على نفسية الزوج حينما يخرج وهو يشعر أن بيته قد قامت برعايته والعناية به زوجه فيدخل وقد هيأت له أموره وارتحات نفسه واطمأن قلبه وكان أبعد ما يكون عما يشوش عليه أو ينغص عليه حياته..

أو يوقع المشكلات بينه وبين زوجته وأيضا له بالغ الأثر في تربية الأبناء وحسن تنشئتهم وإعدادهم إعدادًا حسنًا صالحًا.

والله تعالى أعلم.

 

Exit mobile version