الدكتور عبد الحميد السيد
تصور أن يكون شعب كامل خصيمك أمام الله يوم القيامة لكلمةٍ لم تلقي لها بالا
يقول الله تعالى في كتابه الحكيم ” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ” سورة الزمر : 30- 31
تصور وأنت تحاسب يوم القيامة وبينما أنت بين يدي الله يظهر لك خصوم أنت لا تعرفهم ولم تراهم حتى ويخاصمونك أمام الله ويأخذون من حسناتك وأنت في أشد الحاجة لحسنةٍ ترجح موازينك ليغفر الله لك بها …
هؤلاء الخصوم الذين لا نلقي لهم بالا بالدنيا هم :
-كم من شخص وأنت تقود سيارتك يعترضك بقصد أو بدون قصد .. فتشتمه وتمضي .. سمعك أم لم يسمعك .. فقد سمعك الله تعالى وأصبح خصيما لك يوم القيامة وأنت لا تعرفه ..
-كم مره رأيت شخصا لا تعرفه في الشارع فعلقت أمام من معك على لبسه أو شكله أو هيئته أو تصرف قام به وسجلت عليك غيبة لشخص سيكون خصيما لك يوم القيامة وأنت لا تعرفه ..
-كم مرة تشاجرت مع شخص ما فشتمت أمه أو أباه أو أهله .. ويكون هؤلاء خصماء لك يوم القيامه بأن قذفتهم وأنت لا تعرفهم ..
-كم مره وأنت في حوار مع شخص ما وتحدثتم في أمور أحد البلدان فقلت عنهم مثلا الشعب السوري كذا .. أو الشعب كذا .. أو الشعب كذا .. ولم يدر في بالك أنك ستقف خصيمهم فردا فردا لكل ذلك الشعب أمام الله يوم القيامة بأن شملتهم بمغيبتك أو بقذفك أو بشتمك وأنت لا تعرفهم ..
تصور أن يكون شعب كامل خصيمك أمام الله يوم القيامة لكلمةٍ لم تلقي لها بالا …
-النكت غيبة وكذب
سئل الشيخ: محمد الشنقيطي ه
س/ ماحكم (النكتة) إذا تم تسمية بلد معين أو قبيلة معينة كقولنا كان هناك رجل من قبيلة كذا فعل كذا وكذا على سبيل السخرية؟ فقال حفظه الله:
هذه غيبة لكل أفراد القبيلة وكلهم غرماؤك يوم القيامة ويقتصون منك عند الله في يوم عظيم يقتص الله فيه للبهائم من بعضها فكيف بالبشر الأسوياء المكلفين!
ويزداد الأمر سوءا إن كانت النكتة ضد قومية أو جنسية معينه فعندها يزيد غرماؤك يوم القيامة.. أنت في ذلك اليوم تحتاج الحسنة الواحدة، فكيف ستواجه هؤلاء الغرماء جميعًا يوم القيامة، إن الأمر مخيف وخطير ولابد له من توبة عاجلة.
يقول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ ) رواه أحمد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تدرون من المفلس؟ قلنا: المفلس فينا يارسول الله ، من لا درهم له ولا دينار ولا متاع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)
فإن غضبت وزل لسانك وشتمت احدا أو قذفته فعاجل بالإستغفار لك ثم له وقل ” اللهم اغفر لأخي ”
وادعوا له ولأهله فإن الحسنات يذهبن السيئات واستغفر وتب إلى الله تعالى