الصراط المستقيم

خطأ شائع في نطق بعض حروف كلمات القرآن الكريم تغير المعنى

إعداد الشيخ / محمد محمود عيسى

في زمنٍ تتسارع فيه وسائل التعليم وتنتشر فيه وسائل التواصل، يبقى تعليم القرآن الكريم وتجويده من أعظم القربات وأجلّ المهام التي تتطلب دقةً وأمانةً في الأداء. ومن بين الأخطاء الشائعة التي تسللت إلى ألسنة كثير من المسلمين، خطأ نطق بعض الحروف في كلمات القرآن الكريم، مما يؤدي إلى تغيير المعنى أو فقدان روح النص القرآني.

 أولًا: خطأ نطق حرف الكاف واستبداله بالجيم

من الأخطاء الشائعة بين بعض قرّاء القرآن الكريم نطق حرف الكاف في كلمة “أكْبر” على أنه جيم، فيقولون “أجْبر”، مما يؤدي إلى تغيير المعنى تمامًا أو فقدان المعنى الصحيح. وقد وردت كلمة “أكْبر” في مواضع متعددة من القرآن الكريم، منها:

  • (وإثمهما أكْبر من نّفعهما)
  • (وما تُخفي صدورهم أكْبر)
  • (فقد سألوا موسى أكْبر من ذلك)
  • (ولَذِكْرُ الله أكْبر)
  • (ولَلْآخِرَة أكْبر درجاتٍ وأكْبر تفضيلًا)
  • (ولا أصغر من ذلك ولا أكْبر إلا في كتابٍ مبينٍ)
  • (فيعذّبه الله العذاب الأكْبر)

هذا الخطأ يغيّر المعنى من “أكبر” أي أعظم، إلى “أجبر” وهو لفظ غير دقيق أو غير مفهوم في السياق، مما يستوجب تدريب اللسان على النطق الصحيح، وتحمل معلم القرآن مسؤولية التعليم الدقيق.

 ثانيًا: خطأ في نطق “الله أكبر” في الأذان

إذا نطق المؤذن “الله أجبر” بدلًا من “الله أكبر”، فقد قصّر في أداء الأذان، ويُعد أذانه غير صحيح شرعًا، لما في ذلك من تغيير لمعنى التعظيم المقصود.

 ثالثًا: خطأ نطق تكبيرة الإحرام في الصلاة

تكبيرة الإحرام ركن أساسي من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بنطقها الصحيح. فإذا قال المصلي “الله أجبر” بدلًا من “الله أكبر”، فإن صلاته باطلة عند جميع العلماء، إلا في حالة وجود عذر قهري مثل الوسواس القهري الذي يُضعف إدراك النطق.

دعوة للتنبيه والتصحيح

ينبغي على أئمة المساجد، ومدرسي الأزهر الشريف، والمعلمين في المدارس العامة والخاصة في جميع المراحل، التنبيه على هذا الخطأ المنتشر بين المسلمين، لما له من أثر كبير على صحة العبادات وفهم معاني القرآن الكريم.

الشيخ / محمد محمود عيسى

منشاة سلطان – منوف – المنوفية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى