خطبة حجة الوداع منهج حياة (1) .. حرمة قتل النفس
كتب :هاني حسبو
فى هذه الكلمات اليسيرات نحاول أن نقف معا على منهج كامل متكامل وضعه سيد الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ،دستور ليس فقط للمسلمين بل للبشرية أجمعين.تلك إذن خطبة الوداع التى خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آلاف من أصحابه فى الحجة الوحيدة التى حجها عليه الصلاة والسلام.
لقد كانت خطبة الوداع لقاء وداع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته،وداعا لهذه الدار الفانية إلى دار باقية لا نصب فيها ولا تعب.
ماأروعها من ساعة تلك التى إجتمع فيها من أرسله الله رحمة للعالمين مع الجموع المؤلفة خاشعين متضرعين وكلهم آذان صاغية لكلمات المودع والذى لا ينطق عن الهوى.
لقد أنصتت البشرية بأسرها بلسان حالها ومقالها لتسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يلخص للبشرية جمعاء مبادىء الرحمة والإنسانية.
لن نستطيع أن نحصى كل هذه المبادىء فى مقالة واحدة أو عدة مقالات لكن نحاول أن نستخلص الدروس والعبر من بعض عبارات هذه الخطبة التى تعتبر مبادىء ومواثيق دولية وحقوقية عالمية لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن بين خلفها لأنها بلسان الصادق المصدوق.
ابتداءا يؤصل النبى صلى الله عليه وسلم أول الأصول التى يقوم عليها المجتمع الفاضل الذى يحيا أفراده حياة طبيعية مثالية الا وهو حرمة الدماء والأموال فيقول صلى الله عليه وسلم”إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا ،فى بلدكم هذا.”
فبين النبى صلى الله عليه وسلم أن هذه الحرمة تساوى حرمة اليوم والشهر والبلد وهى حرمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى قال الله عزوجل:
“ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق”الأنعام151.
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
“لا يحل دم إمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث:النفس بالنفس والثيب الزانى والتارك لدينه المفارق للجماعة.”
هذا أصل عظيم للمجتمعات وللأفراد به يحصل الأمن والأمان وبه يتقدم المجتمع ويزدهر وذلك لأن كل فرد سوف يعرف واجباته وحقوقه فيقوم بواجبه ويأخذ حقه بالمعروف.به تحقن دماء الأفراد ويسلم المجتمع من الشرور وبه يتقدم المجتمع للأمام وتدور عجلة الإنتاج.
ما أحوج المسلمين بل المصريين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم لتدبر هذا الميثاق النبوى وليجعلوا هذا الميثاق هو منهجهم فى الحياة يسيرون به ويقفون به ويحيون به.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
