الصراط المستقيم

خطبة حجة الوداع منهج حياة ( 3 ).. فاتقوا الله فى النساء

كتب : هاني حسبو

مازال الحديث موصولا على هذا الدستور النبوى العظيم المعروف بخطبة الوداع التى تعتبر ميثاق دولى عالمى لحقوق الإنسان.هذا هو لقاؤنا الثالث مع دروس هذه الخطبة بعد أن تكلمنا عن حرمة الدماء والأنفس ثم الحديث عن التحقير والتحذير من أمر الجاهلية.

اليوم موعدنا مع مادة دستورية عليا أعلى الإسلام من شأنها عامة ونص عليها النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الخطبة العصماء الا وهى “المعاملة الحسنة مع النساء.” وذلك يتضح جليا فى قوله صلى الله عليه وسلم :”فاتقوا الله فى النساء.”

هذا أمر من النبى صلى الله عليه وسلم والأمر يفيد الوجوب بأن نتقى الله عزوجل فى النساء وأن نؤدى حقوقهن علينا ولا نظلمهن البتة.يأخذن حقوقهن كاملة غير منقوصة.هذا هو الإسلام وهذا هو عدل الإسلام.كانت المرأة فى الجاهلية مظلومة الحقوق ،لم تكن لها قيمة عظيمة فجاء الإسلام وكرمها وشرفها أيما تشريف فجعل لها من الميراث نصيب حتى وان كان أقل من الرجل لاعتبارات مسئولية الرجل ورعايته لها.وأعلى الإسلام من شأن المرأة فقال النبى صلى الله عليه وسلم:”النساء شقائق الرجال.” أى أنهن يشتركن فى الأجر مع الرجل فلم ينقصها أجرها أبدا.

وجعل الإسلام المرأة مصونة فجعل الرجل قوام عليها يرعى شئونها وينفق عليها حتى لا تضطر إلى النزول والإختلاط وتتعرض للمفاسد العظيمة.فجعل من مهام وظيفتها العظيمة بعد أن يكفيها الرجل المؤنة أن تربى الأجيال وتنشئ الأجيال العظيمة التى تكون عماد المجتمعات،لا كما يظن البعض أن الإسلام قد قيد حرية المرأة حينما قال الله عزوجل:”وقرن فى بيوتكن.”هذا تكريم وليس كسرا للحريات والإرادات.

ومما جعله الإسلام وقاية للمرأة وحماية لها فرض الحجاب الذى تعتبره بعض المسلمات للأسف رجعية وعودة للوراء وتقييد لحرياتها والعكس هو الصحيح لو كانوا يفقهون؟ببساطة وبدون خوض فى تفاصيل وتفاريع نقول إن حجاب المرأة فرض عليها وله شروط حددها الشرع بألا يشف ولا يصف وأن يستر جسد المرأة على خلاف بين أهل العلم على ستر الوجه والكفين ليس هذا محله .هذا بالدليل الشرعى أما بالبرهان العقلى فنقول:بماأن المرأة ثمينة فى الإسلام فلذلك جعل الله ثمن قيمتها العالية أن نحافظ عليها فلا يطلع الناس على مفاتنها ومحاسنها إلا أرحامها فقط.هل رأيتم حماية وصيانة أفضل من هذه؟لو عندك جوهرة هل ستتركها عارية يطلع عليها الناس أم ستخفيها عنهم لتحافظ عليه؟

هذا وقد طبق النبى صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه الربانى على نفسه فقد كان خير الناس لأهله وهو قدوتنا فى ذلك.

ومما ينبغى الإشارة إليه أيضا فى هذا الصدد أنه كما أن للنساء حقوق فلهن واجبات أيضا منها ما أكده النبى صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على الرجل وبيته ورعاية أبنائه وألا يوطئن فرش الرجال أحدا يكرهه الزوج.

هل من عودة إلى هدى الإسلام وتعاليمه لننعم بالراحة والأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.