خلخال للبيع
بقلم/ خالد طلب عجلان
وانا عائد من العمل وطبعا لاتوجد مواصلات فقررت ان اسير ماشيا على الاقدام حتى يلحق بى احد لعل اجد مايوصلنى الى بيتى.
وانا فى الطريق وجدت الست فهيمه عبدالودود علام..
تبلغ من العمر مايقرب السبعون عاما.
نعم بنت الشيخ عبدالودود علام كان شيخا للبلد فهى بنت عز وذات حسب ونسب وتزوجت منذ اكثر من خمسين عاما وانجبت ثلاث بنات تزوجن جميعا.
ومات زوجها غيطانى الوكيل. الذى كان يعمل فى محلج القطن وتركها لتواجه الحياه بين مرارة الوحدة وصعوبة ومشاكل الحياه .
وجدتها تجلس امام منزلها.. منزل متهالك بالطوب النى (الطوب اللبن)
ويجلس معها امام المنزل الشيخ توفيق ابراهيم والحاج برهامى عبدالجليل وعفيفى عبدالجواد ورجب درويش
وتعالت الضحكات وكثر الكلام
فاقتربت فوجدت الست فهيمه تمسك بخلخال نحاس مطلى بالفضه
فسألت ما الذى يضحككم لعلى اضحك معك .
فهم يضحكون ولكن الست فهيمه حزينه.
هم يتكلمون ولكنها صامته.
فسألتهم مرى اخرى ما الذى يضحككم.
قالوا لقد عقدنا مزاد على هذا الخلخال،
منذ اكثر من ٣ ساعات اكثر من مرة.
ولم يعجب الست فهيمه السعر ولم توافق على البيع تريد اكثر مما عرضنا.
نظرت اليها فوجدها تمسك به وكأنها تحتضن صغيرها وكأنها تمسك بقلبها،
وكأن الخلخال قطعة منها متمسكه بها كما يتمسك الغارق بطوق النجاه.
وهنا ايقنت انه عزيز جدا لديها.
نعم انه هديه زواجها وشاهد على فرحها وونيس وحدتها ورفيق دربها.
سألتهم كم عرضتم عليها
اجابوا نحن نمزح لن نشترى
عرضنا عليها المال ولكنها رفضت
اعلم ذلك فالست فهيمه عزيزه النفس،
ابيه حره مهما دار وجار الزمان ستبقى كما هى.
فسألتها ولماذا تريدين بيعه
احتاج الى مبلغ ٥٠٠ جنيه
خذى ال ٥٠٠ جنيه ولا تبيعى الخلخال
اجابت لا…
قلت لها طالما الخلخال عزيز عليك بيعى شئ اخر
قالت لم يعد لدى شئ
لقد بعت الوابور النحاس والهون والماجور وحتى الرحايه الزلط بعتها
ولماذا تحتاجين المبلغ؟
وبعد اصرار اجابت: محصل الكهرباء هددنى بقطع الكهرباء
منذ شهر واخر موعد لى اليوم.
قلت لها يريد منك ٥٠٠ جنيه فى شهرين؟. قالت نعم ولكنى مللت وتعبت كل شهر ابيع شئ خشيه قطع الكهرباء.
ولم يعد لدى شئ ابيعه
اتعلمون ما هو بيت الست فهيمه عبدالودود علام..انه منزل قديم بالطوب اللبن غرفتين ووسط بيت دهليز …يوجد به لمبتين واحدهما محروقه لا تعمل ولا يضاء النور الا بعد صلاه المغرب وتطفئ فى الصباح.
لا يوجد لديها ثلاجه فلديها زير وقله.
لا يوجد لديها اى اجهزه كهربائيه.
لا يوجد تلفزيون.
لا يوجد اى شئ من وسائل الرفاهيه.
احزننى مايحدث ما ذنبها من رفع شريحه الكهرباء وهل اعطيتموها شئ
لكى تتحمل هذا …لا دخل لها.
معاش زوجها لا يكفى فاتوره كهرباء شهر واحد.
رفقا بهؤلاء يا مسئولي الكهرياء ..يعلم الله انها انه قصة حقيقية ومكررة في كل قرى مصر وفي الاحياء الفقيرة من المدن