كتب / عرفة المدارس
أصدر مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا دراسة تحت عنوان “الربيع الإثيوبي: إصلاحات الحكومة الإثيوبية وانعكاساتها الإقليمية”، تناول جزء منها الانعكاسات المحتملة لهذه الإصلاحات على إسرائيل.
وقالت الدراسة إنه فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا، فمن الواضح أن صعود آبي أحمد، إلى سدة رئاسة الحكومة، لم يؤد إلى تغيير جوهري في العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا، ولفتت إلى أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، زار أديس أبابا في مايو 2018، والتقى آبي أحمد، كما أن التعاون التكنولوجي والزراعي والاقتصادي القوي بين الجانبين لا يزال مستمرا. ومع ذلك امتنعت إثيوبيا عن التصويت في الأمم المتحدة بخصوص إدانة حماس في ديسمبر 2018.
وتابعت الدراسة، أنه في ضوء ذلك، لا يوجد توقعات بتغيير جوهري في الموقف الإثيوبي تجاه إسرائيل في المنتديات والفعاليات الدولية، على ما يبدو، فإن ذلك يرجع إلى رغبة إثيوبيا في التقارب مع العالم العربي، وحاجة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الحفاظ على صوريته كشخصية لها استقلالية، وهو سلوك معظم الدول الأفريقية أيضا.
من الناحية الجيوسياسية، فإثيوبيا بقيادة آبي أحمد، تعتبر لاعبا مهما وآخذا في التعاظم داهل منطقة البحر الأحمر، كما أن النشاط الإثيوبي في قطاع البحر الأحمر يضيف لاعبًا جديدًا قديمًا إلى الساحة التي تتزايد أهميتها الإستراتيجية العالمية. إن تقوية العلاقات بين إثيوبيا ودول الخليج المعتدلة من شأنه أن يزيد التعاون بينهما في القضايا الإقليمية التي تهم إسرائيل في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، مثل النفوذ الإيراني في المنطقة وطبيعة النظام السوداني. من ناحية أخرى، فإن”تكتل البحر الأحمر وخليج عدن”، الذي تم الإعلان عنه في الرياض في ديسمبر كانون الاول عام 2018، والذي يضم بشكل أساسي المملكة العربية السعودية ومصر وجيبوتي والصومال والسودان واليمن والأردن، ويستثني من ذلك – على الأقل حتى الآن – إسرائيل وإثيوبيا يؤكد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين البلدين من أجل الحفاظ على مصالحهما الاقتصادية والأمنية في الشريان البحري الهام.
وختمت الدراسة بالقول إنه إذا استمرت سياسات أبي أحمد في تحقيق نجاحات شعبية ومحلية وإقليمية ، فقد تصبح قيادته نموذجاً لبلدان أخرى في المنطقة مثل السودان.