أراء وقراءات

دعوة منافق

بقلم/خالد طلب عجلان

دعاني أحدهم لبحث مشاكل الفقير والعسير واليتيم …

دعاني لنفتتح المدارس والمساجد والمصانع..

قال لى فى هاتفى كل شيئ على مايرام

الفلاح أصبح له أرضا وفأسا وبقرة ومحراث…

أصبح يمتلك جلباب وقفطان ومداس

أصبح يزرع ويحصد ويبيع فى الأسواق

أصبح يأكل اللحم ويشتري الأسماك

أصبح لدية جاموسة تحلب ليطعم الصغار

أصبحت وهيبة ولبيبة وعبدالباسط وسلامة على أبواب الجامعات…

أصبحت خضرة الأرملة الفقيرة. تمتلك بيتا فاخرا تأوي فيه الصغار…

أصبح عبدالمنصف  وعلام والراوى من الأعيان….

أصبح وحيد  وغريب الأيتام فى المدارس

والصغير فى الكتاب….

أصبح لديهم دخل من المال أصبح لديهم سقف للمنزل وغطاء يحميهم من برد الشتاء….

  • أصبحت القرية مثل لبنان وباريس
  • أصبحت المبانى تشيد والمصانع تعمل

أصبحت الطرق ممهدة والمياه والكهرباء

معدة ومجهزة

لقد أصبحت القرية بدون فقير أو جائع

أو عسير لقد أصبح الجو بديعا ربيعا

لا يأتينا الحر أو برد الشتاء

لقد أصبح للبطالة عقود عمل فى روما ولندن والهند وكفر أبو دوما…

لقد أصبح الزرع كثير والرزق وفير..

لقد أصبحت القرية سياحية

وساحلية لقد شققنا الترع ورصفنا الطرق

وأخفينا الرشاح

لقد أنشأنا المعامل والمتاحف والمعاهد

والنادى الرياضى لدينا  .. على وشك الصعود للممتاز يتبقى عشر مباريات

وإن حققننا الفوز فيهم جميعا فسوف نكون فى السباق…

وذهبت للموعد فالنائب فى الإنتظار…

لبست جزمتى السمراء اللميع ولما لا

فالقرية أصبحت نظيفة ..

ولم أخذ معى المال فالحال لديهم أصبح ميسورا…

ولم البس معطفى فالجو هناك طوال العام ربيع بديع لا تسقط الأمطار ولا ينزل بالناس الصقيع…

وسوف أخذ سيارتى فالطرق ممهدة

وذهبت إلى القرية فوجد عكس ماقال النائب وما إدعي…

وجدت الفلاح مازال أجيرا

يستر جسدة جلباب من البفتة والكستور

وجدت الفقير واليتيم  والعسير

وجدت الطرق كما هى بالتراب والقمامة والضباب…

رأيت المدرسة مهملة لا يذهب اليها أحد

فالمصروفات عالية وضيق الحال

أبعدهم عن تعلم أبناءهم حتى…أ…باء

لايوجد مصانع لاتوجد مساجد لا يوجد كتاب…

ولا يوجد حتى متنفس للهواء

وهناك وعند النائب وجدت الذبائح بالأعداد

والفقير واليتيم يقف يترقبخلف الباب

وجدت كل ما قالة  غير صحيح

القرية كما هى يتوارى النائب من أهلة

بعدما كان يسير أميال قبل الفوز  على الأقدام

وهنا تأكدت أنها كانت ..دعوة للنفاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.