تشدني مقالات وحوارات الدكتور احمد عكاشة عن تحليلاته عن الطب النفسي ، لكنني قرأت حوارا له نشرته جريدة اليوم السابع الخميس26-07-2018 ، تحدث فيها في امور أخرى بعضها يتعلق بالعقيدة . وأوجزه لكم فيما يلي : أولا : أمور تقبل الحوار : 1. قال عن الارهاب : الارهابيون ليس هدفهم الاستيلاء على الحكم بل هدفهم الترويع والتخويف والتأثير سلبا على الحالة المعنوية للناس، وباختصار نحن نحتاج الى تنوير الخطاب الديني وليس التجديد واستعمال العقل في النص 2. وتحدث عن الازهر فقال : الأزهر باظ بسبب أمور كتيرة ، يكفى أنه لا يوجد فى العالم كله كلية هندسة أو طب دينية سوى فى الأزهر، وأنا أعتبر فصل الكليات العلمية عن الأزهر بداية مواجهة التطرف فى المؤسسة، وهذا لاينفى الأزهر به أفاضل، لكنه تحول من الدعوة الى جامعة علمية. 3. سأل عن الاخوان هل يعتبرهم مرضى نفسيين؟ فقال : لا ليسوا مرضى نفسيين، لكنهم مصابون بما يسمى علميا “الضلال” . 4. وبسؤاله عن زويل كحاصل على جائزة نوبل.. لماذا لم تذكر البرادعى؟ 5. فقال : «البرادعى رجل ضل طريقه»، ثم إنه حصل على نوبل فى السلام، وليس فى العلوم، وكان مجرد إدارى، وليس عالما بوكالة الطاقة الذرية، «ده راجل خريج حقوق مش عالم إطلاقا». ثانيا : امور لا تقبل الحوار : 1. تحدث عن الحور العين فقال : الحقيقة أنا معرفش مين اللى قال الكلام ده وجابه منين، كل الحاجات دى رمزية ، فكلمة «حور» تعنى الفتاة التى لم «تبلغ» بعد وليس لديها «ثدى»، وذلك يعنى بطريقة التفسيرات الظاهرية أن «الحور العين» أطفال، ما يعنى أنها ليست للنكاح، 2. تحدث عن الجنة فقال : اعتقادى الشخصى أن كل ما قيل عن الجنة ليس إلا أشياء رمزية، وبالتأكيد نعيم الجنة أقوى من الأكل والشرب والجنس، «مش هنروح الجنة عشان نجرب نفس الحياة ونأكل طول الوقت وندخل الحمام»، اعتقادى أن تفسيرى هذا هو الصحيح فى كل الأديان. 3. وردا على سؤال : لكن بعض المشايخ أفتوا أن الجنة للمسلمين فقط وليس كل الأديان؟!فقال : أن القرآن لم يقل أن الجنة للمسلمين فقط، الجنة للمؤمنين، والمؤمنون موجودون فى كل الأديان، ووجهة نظرى أن المؤمن هو من آمن بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، ما يعنى أن البوذى الصالح سيدخل الجنة، فى حين أن المسلم غير الصالح قد لا يدخلها.
إن نعيم الجنة ليس شيئا رمزيا كما قيل ، وانما نعيم حقيقي أعلى بكثير مما كان في الدنيا ، يقول الله تعالى عن الجنات (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ)، والجنات التي تجري من تحتها الانهار ليست جنات رمزية وانما وصفها الله بأنها جنات فيها انهار تجري ، وفيها من كل الثمرات . فالزواج في الدنيا يكون له مقابل زواج في الأخرة لكن بمتعة أعلى وبدون علل أو امراض ،وليس زواجا رمزيا ، وكذلك الحور العين التي وعد الله بها عباده المؤمنين ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الدخان/54 . وقال تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) الطور20 وقال تعالى : (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) سورة الرحمن. وهذا وصف دقيق للحور العين لم يأتيهن إنس ولا جان ، وليست كما قال الدكتور عكاشة. أما دخول الجنة ، فإن العبرة في دخولها ليست بالأخلاق الحميدة فقط ، وانما بالانقياد لله تعالى ولأوامره ايضا، فهل ترى أن المجوسي أو البوذي الذي يعبد النار أو الأصنام من دون الله ويتمتع بالأخلاق الحميدة، هل يستوى مع المؤمن بالله ورسله وكتبه؟ إن الكلام في دين الله تعالى بغير علم إنما هو إثم كبير، وتحكيم الهوى في الشرع لايخدم أفراد الأمة ، وانما يشيع مفاهيم خاطئة يتحمل وزرها الانسان الى يوم الدين وتكون سيئة جارية وضلالة مستمرة . نسأل الله أن يلهمنا الصواب في الفكر والقول والعمل ، وان يحمي اوطاننا من الهوى والضلال. د.محمد النجار الجمعة 27-07-2018م الموافق 14ذو القعدة 1439هـ