السودانشئون عربية

رئيس وزراء السودان يتعهد بالقضاء على التمرد والبرهان يتلقى رسالة دعم من إثيوبيا 

كتب / د. هيام الإبس

في أول خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية، تعهد رئيس الوزراء السوداني الجديد، كامل إدريس، بـ”القضاء التام على التمرد وكل أشكال الميليشيات”، مؤكداً أن حفظ الأمن القومي السوداني سيكون على رأس أولوياته.

ودعا إدريس الدول الداعمة لـ”قوات الدعم السريع” إلى التوقف عن التدخل، وضرورة الانخراط في حملة استشفاء وطني شامل، مشيراً إلى تبنيه حواراً سودانياً خالصاً لا يستثني أحداً، ينبذ الجهوية والعنصرية، ويأتي بعد القضاء على التمرد.

وأكد إدريس أن برنامجه يرتكز على إقامة دولة القانون والمؤسسات، وتشمل النيابة العامة والقضاء والمحكمة الدستورية، إلى جانب تحقيق التنمية المستدامة، ومكافحة الفساد، وتحسين خدمات الصحة والتعليم.

رسالة إثيوبية للبرهان تؤكد دعم السلام

في سياق متصل، سلم مدير جهاز المخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، رسالة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أكد خلالها دعم أديس أبابا الثابت لجهود تحقيق السلام في السودان.

ووصل الوفد الإثيوبي إلى بورتسودان، العاصمة المؤقتة للسودان، حيث التقى حسين بنظيره السوداني أحمد إبراهيم مفضل. وأكد الوفد الإثيوبي التزام بلاده بمساندة جهود الاستقرار والسلام الوطني في السودان.

وقال حسين في تصريحاته: “نقلنا رسالة آبي أحمد للفريق أول البرهان، ونجدد التزامنا بدعم السودان في سعيه نحو السلام”، مؤكداً أن بلاده شريك مخلص في المسيرة السودانية نحو السلام الدائم.

وتأتي الزيارة بعد مشاركة حسين في مؤتمر لندن الخاص بالسودان في أبريل الماضي، حيث شددت إثيوبيا على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتأكيد على انتقال سياسي يقوده السودانيون أنفسهم.


تحول إثيوبي في الموقف.. ودبلوماسية أمنية فعالة

ووفقاً لمسؤول سوداني رفيع، فإن التقدم الميداني للجيش السوداني ربما لعب دوراً في تحول موقف إثيوبيا نحو دعم الحكومة السودانية. وأوضح أن أجهزة الأمن والمخابرات تمثل القناة الأنسب لإصلاح العلاقات، بعيداً عن المواقف السياسية المتقلبة.

وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير بمركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أمين إسماعيل مجذوب، أن زيارة رئيس مخابرات إثيوبيا تأتي ضمن الدبلوماسية الأمنية، مشيراً إلى مباحثات أجراها الوفد مع مسؤولين سودانيين لتأكيد عدم تورط إثيوبيا في الأزمة الحالية.

وكان آبي أحمد قد زار بورتسودان في يوليو 2024، بعد تصريحات سابقة دعا فيها إلى فرض حظر جوي على السودان، ونزع الأسلحة الثقيلة، وهو ما اعتبرته الخرطوم تدخلاً في الشأن الداخلي ومساساً بالسيادة الوطنية.


زيارة من أفريقيا الوسطى وتعزيز العلاقات الثنائية

وفي تطور آخر، زار مدير جهاز المخابرات في دولة أفريقيا الوسطى، هنري وانزين، مدينة بورتسودان، حاملاً رسالة شفاهية من الرئيس فوستين أركانج تواديرا إلى الفريق البرهان، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بين البلدين.


تصعيد ميداني في دارفور وكردفان

ميدانياً، أعلنت غرفة طوارئ مدينة الكومة بشمال دارفور عن مقتل 89 مدنياً على الأقل، وإصابة العشرات في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوداني على سوق المدينة مساء الأحد.

وذكر شهود عيان أن الهجوم تم عبر طائرة مسيّرة، مستهدفاً سوقاً مكتظة بالمدنيين، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الأطفال والنساء والمسنين.

وفي مدينة الفاشر، قُتل وأُصيب عدد من المدنيين والعسكريين جراء قصف مدفعي وهجمات بالطائرات المسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع، استهدفت مواقع حول قيادة “الفرقة السادسة مشاة”.

من جهته، أعلن حذيفة أبو نوبة، رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، عن “انتصارات استراتيجية” في كردفان الكبرى، مؤكداً سيطرة قواته على مدن الخوي والدبيبات والحمادي.

وأشار إلى أن المعركة التي تخوضها قواته “أخلاقية قبل أن تكون عسكرية”، وتهدف إلى “اجتثاث نظام الإخوان المسلمين من جذوره”، عبر تحالف تأسيس الذي يضم فصائل أبرزها “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، وعدد من حركات الجبهة الثورية.


السودان في مفترق طرق

يتواصل التصعيد العسكري في مختلف المناطق، في وقت يترقب فيه السودانيون فرص إنهاء النزاع الداخلي، وسط تفاعلات إقليمية تشير إلى انخراط أوسع للدول المجاورة في دعم الاستقرار أو على الأقل تحييد أنفسها من الصراع.

ويظل مستقبل السودان مرهوناً بمدى قدرة الفرقاء على إنهاء الحرب، والانخراط في عملية سياسية شاملة تعيد ترتيب البيت السوداني على أسس جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى