كتب / محمد جمال عتابي
لا تزال قصة كفاح رجل الأعمال السعودي والمصرفي المعروف سليمان بن عبدالعزيز الراجحي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انه توفي منذ 3 سنوات عن عمر يناهز 97 عاما . فقد تم تشييع جثمانه 4 شوال 1438 في جامع الراجحي بالرياض.
وكان الملياردير السعودي الراجحي رحمة الله عليه، قد اعترف في احاديث معددة بانه كان فقير ، وروى هذه القصة دات المعاني السامية :” كنت فقيرا… لدرجة انني عجزت عن الاشتراك في رحلة للمدرسة قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد رغم بكائي الشديد لأسرتي التي لم تكن تملك الريال.. و قبل يوم واحد من الرحلة اجبت اجابة صحيحة على أحد الاسئلة فما كان من معلم الفصل فلسطيني الجنسية الا ان اعطاني ريالا مكافأة مع تصفيق الطلبة…. حينها لم افكر وذهبت مسرعا واشتركت في الرحلة وتحول بكائي الشديد..الى سعادة غامرة استمرت اشهرا..
يضيف كبرت وذهبت الايام وغادرت المدرسة الى الحياة … وفي الحياة وبعد سنوات من العمل وفضل الله .. عرفت العمل الخيري.. وتذكرت ذلك المدرس الفلسطيني الذي اعطاني الريال…
وبدأت اسأل نفسي هل اعطاني ريال صدقة ام مكافأة فعلا..
يقول لم اصل الى اجابة .. لكنني قلت انه ايا كانت النية فقد حل لي مشكلة كبيرة وقتها ودون ان اشعر انا او غيري بشئ.. هذا جعلني اعود الى المدرسة بحثا عن هذا المدرس الفلسطيني.. حتى عرفت طريقه…فخططت للقائه والتعرف على احواله..
يضيف الراجحي قائلا… التقيت هذا المدرس الفاضل. .. ووجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل… فلم يكن الا ان قلت له بعد التعارف ياأستاذي الفاضل لك في ذمتي دين كبييير جدا منذ سنوات…. قال وبشدة ليس لي دين على احد…. وهنا سألته هل تذكر طالبا اعطيته ريالا.. لانه اجاب كذا وكذا بعد تذكر وتأمل قال المدرس ضاحكا نعم… نعم…. وهل انت تبحث عني لترد لي ريالا… يقول الراجحي .. قلت له نعم….. وبعد نقاش اركبته السيارة معي وذهبنا ووقفنا امام فيلا جميلة ونزلنا ودخلنا فقلت له يا استاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع تلك السيارة وراتب تطلبه مدى الحياة .. ذهل المدرس .. لكن هذا كثييير جدا..لكن قلت له صدقني ان فرحتي بريالك وقتها اكبر بكثيييييير من فرحتك بالفيلا و السيارة .. ما زلت لا انسى تلك الفرحة…
ويقول الملياردير الراجحي في الأخير : “ادخل فرحة وفرج كربة وانتظر الجزاء من الكريم .”
يذكر ان موسوعة جنيس للأرقام القياسية سجلت أكبر وقف خيري على كوكب الارض وهي أكبر مزرعة نخيل في العالم والتي يبلغ عدد النخيل فيها 200 ألف نخلة (مزرعة الراجحي بمنطقة القصيم).. هذي المزرعة كلها وقف لله تعالى يوزع إنتاجها على الجمعيات الخيرية وعلى الحرمين الشريفين للإفطار في شهر رمضان المبارك .
رحم الله رجل الاقتصاد العالمي ورجل البر المعروف سليمان الراجحي رحمة واسعة واسكنه في فسيح جناته.
مختارة من صفحة الكاتب الصحفي محمد جمال عتابي