رسالة إلى الأشاعرة (1): بين النقل والعقل

في باب العقيدة، يظلّ السؤال الأهم: هل يُقدَّم العقل على النقل أم النقل على العقل؟ أهل السنة والجماعة أجمعوا على أن الأصل هو النقل؛ أي القرآن الكريم أولًا، ثم الأحاديث النبوية الصحيحة، وما جاء عن الصحابة والتابعين. بينما وقع الأشاعرة في مخالفة واضحة حين عطّلوا أو أوّلوا كثيرًا من صفات الله التي أثبتها لنفسه في كتابه، وأثبتها له رسوله ﷺ بوحي من الله تعالى.
العقيدة الأشعرية ومخالفتها للنصوص
- أبو الحسن الأشعري نفسه تاب إلى الله ورجع عن هذا الفكر قبل وفاته، بعدما أدرك أن تقديم العقل على النقل مخالف لما جاء به الرسول ﷺ وأصحابه الكرام.
- الأشاعرة يدّعون أنهم من أهل السنة والجماعة، لكن في باب العقيدة خالفوا النصوص الصريحة، فليسوا منهم في هذا الباب.
إثبات علوّ الله في القرآن الكريم
القرآن مليء بالآيات التي تثبت علوّ الله تعالى واستوائه على عرشه:
- قال الله تعالى: ﴿ثم استوى على العرش﴾. والعرش فوق السماوات السبع، فكيف يُنكر ذلك؟
- قوله تعالى: ﴿تعرج الملائكة إليه﴾، و﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾، كلها نصوص تثبت العلو.
- قوله تعالى: ﴿أأمنتم من في السماء﴾، أي فوق السماء، كما جاء في لغة العرب.
- قوله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾، والتنزيل لا يكون إلا من علوّ.
الأحاديث النبوية الصحيحة
- حديث الجارية حين سألها النبي ﷺ: “أين الله؟” فقالت: “في السماء”، فأقرّها النبي ﷺ.
- حديث الأعرابي الذي قال إنه يعبد سبعة آلهة، ستة في الأرض وواحد في السماء، فأقرّ النبي ﷺ أن الله في السماء.
- حديث النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل: “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر…”، وهو من أصح الأحاديث.
الرد على شبهة “في السماء”
الأشاعرة يقولون: كيف يكون الله في السماء والسماء مكان؟ والجواب أن “في” هنا بمعنى “على”، كما في قوله تعالى على لسان فرعون: ﴿ولأصلبنكم في جذوع النخل﴾، أي على جذوع النخل. وهذا من صريح لغة العرب التي لا تحتمل التأويل الباطل.
الخاتمة
يا أشاعرة، كيف تتركون قول الله وقول رسوله ﷺ، وتقدّمون عقولكم على النصوص الصريحة؟ إن الإيمان بصفات الله كما وردت في القرآن والسنة واجب، بلا تعطيل ولا تأويل، على فهم الصحابة والتابعين.
الشيخ / محمد محمود عيسى
منشاة سلطان – منوف – المنوفية




