رسالة نارية من القس الفلسطيني مانويل مسَلم للمتخاذلين والحكام العرب
سًلمنا مفاتيح فلسطين لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. وسلمتموها أنتم للصهاينة القتلة للمسلمين والمسيحيين

بقلم / الدكتور محمد النجار
لم تكن تلك الرسالة من شيخ مسلم ، أو مُصلح إجتماعي ، أو ناشط قومي. بل رسالة حزينة يتذكر فيها ذلك القس الأمن الذي عاشه أجداده المسيحيين عندما حكم المسلمون بيت المقدس ، والأمان النفسي والروحي والجسدي الذي فقده ذلك القس في ذلك العصر الصهيوني الذي لايعرف حقاً لنفس أو دين أو جيرة.
العهد العمرية توفر الأمان لليهود والنصارى
إنها الرسالة التي تشعر بصدق كلماتها ، وحزن قائلها خاصة عندما يتحدث عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أعطى الأمان لأهل الذمة من اليهود والنصارى عند فتح بيت المقدس عام 638 ميلادي.
أعطاهم الأمان لأنفسهم وعقيدتهم وأموالهم وأماكن عبادتهم بموجب العهدة العمرية.
وظل أهل الذمة من اليهود والنصارى يعيشون في فلسطين وبيت المقدس قرونا طويلة في كنف المسلمين في أمان واطمئنان دون أي أذى وفقا لمبادئ “العُهدة العمرية”.
سلمنا مفاتيح فلسطين والقدس لأجدادكم الشرفاء
يقول القس مانويل مسلم في رسالته بالصوت والصورة :
يا أيها المتهافتون المتخاذلون.. ويا حكام العرب ..الساعين للتطبيع مع اسرائيل إسمعوا:
نحن الفلسطينيين المسيحيين سلمنا لأجدادكم المسلمين الشرفاء مفاتيح فلسطين والقدس وتسلمنا منهم “العهدة العمرية” .
نحن ثبتنا أمناء على العهد ، وسنبقى كذلك..
سَلَّمْنَا المفاتيح لأيدي أمير المؤمنين الطاهرة
يقول القس : لقد سَلَّمْنَا المفاتيح لأيدي أمير المؤمنين الطاهرة .
إنه يعترف با لأيدي الطاهرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أعطاهم الأمان الكامل ، وعاش الجميع بسلام وأمان دون أي تفرقة عنصرية أو طائفية.
استنكار القس المسيحي للتصالح مع الصهاينة
يرى القس أن التطبيع مع الصهاينة والتصالح معهم يمنحهم الحق في فلسطين وبيت المقدس، وأن التصالح معهم بمثابة تسليمهم مفاتيح القدس ، وأن هذه خيانة للعهدة العمرية ولمسرى الرسول محمد ومهد المسيح عليهما السلام ، فيقول مستنكرا:
(((نحن إلى أيدي أمير المؤمنين الطاهرة سلمناها ..)))
(((أما أنتم فماذا صنعتم بتلك المفاتيح)))؟؟؟!!!
ولمن سلمتموها؟؟؟!!!
(((انتم تسلمونها لأيدي الصهاينة الملطخة بدماء المسلمين والمسيحيين))).
ويستطرد القس قائلا حزيناً :
أنتم لاتستحقون القدس أرض الإسراء والمعراج
يرى هذا القس الحزين على ما آلت إليه الأمور ، يرى أن الله قد ربط النبي محمد صلى الله عليه وسلم بكافة الأنبياء برحلة الاسراء والمعراج من مكة الى القدس ، وإنه لا يتحدث كفلسطيني مسيحي فحسب ، بل يتحدث عن إرث النبي محمد والمسيح عليهما السلام.
إنه يلوم المسلمين الذين يمنحون إسرائيل الحياة بالتطبيع معها ، ويعتبر التطبيع خيانة للإسلام والمسيحية ، خيانة لمحمد والمسيح عليهما السلام ، ومن يخون تلك الأرض لايستحق فلسطين ، ولا أرض الإسراء والمعراج ..
فيقول :
(((أنتم لاتستحقون فلسطين..ولا تستحقون القدس أرض الإسراء والمعراج لأنكم بالتطبيع طمستم وأهملتم آية الاسراء الكريمة كأنها لم تصبح جزءا من عقيدتكم الإسلامية ، ولكنها كذلك))) .
(((هذه خيانة دينية ووطنية وإنسانية ..))
سترحل إسرائيل ذليلة بسواعد المقاومين الشرفاء
يعتقد القس أن السلام مع إسرائيل يمنحها الحياة التي لاتستحقها على أرض الإسراء والمعراج ، وإنها ليست سوى العصابات التي إغتصبت أرض مهد المسيح وإسراء محمد عليهما السلام ..
إمنحو إسرائيل صكوك غفرانكم
يقول :
(((هل تريدون أن تحموا اسرائيل؟؟ إحموها.. إمنحوها صكوك غفرانكم ، وثبتوا وجودها بالتطبيع والسلام…)))
(((لكننا نعدكم نحن الفلسطينيين أن اسرائيل سترحل عن أرضنا مهيضة الجناح،ذليلة، بسواعد المقاومين الشرفاْ..)))
(((سترحل اسرائيل .. سترحل .. سترحل ..)))
القس يحاكم حكام المسلمين
لم يكن ذلك القس متحاملاً على المسلمين وحكامهم عن جهل بالدين الاسلامي ، بل تنطلق كلماته ومحاكماته لهم نتيجة دراسته لمبادئ الاسلام وتعاليمه ، فيقول موجها لحكام المسلمين :
(((أليس المسلم من سَلَمَ الناس من يده ولسانه؟؟؟ ونحن أهلكم الفلسطينين ما سلمنا من يدكم التي توقع التطبيع وتصافح النتنياهو وليبرمان)))
(((ولم نسلم من عيونكم التي تبكي على بريز ورابين)))
(((ولم نسلم من لسانكم الذي ينعت المقاومين بالمليشيات والأرهابين)))
(((ولم نسلم من أخلاقكم لأنكم لا تخجلون مع الحاخامات ، تشربون نخب القدس عاصمة الكيان الصهيوني كأنكم تعترفون بها عاصمة لإسرائيل قبل ترمب ، وتوقعون قبله على صفقة القرن التي تشطب قضيتنا الفلسطينية من التاريخ ، وتتجاهلون حق العودة وآلام المهجرين والمشتتين والمُحاصرين))).
عودوا إلى فلسطينكم أيها الحكام العرب
ويستطرد القس في حزنه العميق قائلا :
(((أتطربون على أنغام النشيد الاسرائيلي”هاتكفاه”))) .
(((إن فرح عدونا الصهيوني ومن يطبعون معه ويتعاونون مع سيكون قصيرا جدا بإذن الله..)))
(((عودوا الى فلسطينكم أيها الحكام العرب ، عودوا الى حيفا ويافا والرملة ، واللد ، وبيسان،وبئر السبع ، فهي لكم وتنتظركم.. ولا تزال تنتظركم ..))).

نداء القس : عودوا الى غزة ..وفكوا حصارها ..
إنه النداء القدسي الذي يصدر من قلب ذلك القس المكلوم ..إنها الكلمات الممزوجة بدماء الاطفال والنساء والشيوخ ، إنه النداء الذي تناشد به كل قلوب الشعوب الحكام العرب لإغاثة غزة من تلك الهمجية الاسرائيلية وهذا العدوان الذي ليس له هدفا سوى إحراق وإبادة الشعب الفلسطيني ككل ، وبالأخص شعب غزة العظيم الصامد تجاه تلك المحرقة الاسرائيلية والإبادة الجماعية لأصحاب الارض المقدسة في غزة وكل فلسطين .
فيقول القس :
(((عودوا الى غزة ..وفكوا حصارها ..)))
نداء تحذيري: مايجري في القدس سيجري في مكة والمدينة
إن منطق الواقع الإسرائيلي الذي يحدث في غزة وفلسطين من سنوات طويلة ، بل ومايجري في لبنان وسوريا ونراه جميعا كشعوب عربية ، بل ويراه العالم اجمع أن إسرائيل دولة دموية عنصرية مجرمة ، لا عهد لها ولا إتفاقيات ، وإن ما يحركها هو مصالحها التي تسعى إليها بكافة الطرق خاصة الطرق العسكرية والإجرام الانتقامي بكافة الإسلحة التي تمدها بها أمريكا الأكثر منها إجراما ، وهذا ما يراه يراه القس مانويل نهاراً جهاراً
ولذلك يحذر ذلك القس الحر حكام المسلمين ، بأن اسرائيل ليس لها حبيب أو صديق خاصة في الدول العربية ، وإن خرائطها التوسعية التي نشرتها علانية وينشرها رئيس وزرائها النتنياهو ووزراءه سموريتش وبن غفر وغيرهم من المتطرفين المجرمين إنما تنذر العقلاء بالخطر المُحدق بهم وبدينهم ومقدساتهم ، فيقول :
(((عُد الى قدسك يافاتح القدس..وقارئ القرآن ، فالقدس تبكي على أبنائها الشهداء ، وتستغيث ، وتطلب الحماية .. تطلب حماية أهل سلوان والمهجرين والمهدومة بيوتهم ، واذكروا أن مايجري في القدس سيجري في مكة والمدينة ويثرب ..))).
فلسطين لنا .. من بحرها إلى نهرها
نعم.. هذا ماتؤمن به الشعوب العربية ، مسلموها ومسيحيوها ، لن نتخلى عن فلسطين.
لن نتخلى عن أرض الاسراء والمعراج ، لن نتخلى على كنيسة القيامة ..
لن نتخلى عن مسرى محمد ومهد المسيح

لن نتخلى عن مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ولن نتخلى عن مهد المسيح عليه السلام …
يردد القس مانويل ماتردده الشعوب فيقول:
(((كل فلسطين لنا من بحرها الى نهرها ، ومن رأس النافورة الى أم الرشراش..)))
(((وليس للغازي ذرة تراب واحدة متنازع عليها معنا ، والتطبيع لن يتوقف ، ولا ترامب أو النتنياهو أو أوسلو العصيان السلمي المدني عليهم جميعا هو الذي يكبح جماحهم ..)))
نداء بتأسيس رابطة للمسلمين والمسيحيين
ويوجه القس المحترم نداءاً الى الشرفاء في الأمة بتأسيس رابطة تربط المسلمين بالمسيحيين تدعم بشكل مشترك المقاومة في القدس وغزة .
فيقول :
(((نحن نناديكم أيها الشرفاء بتأسيس رابطة تمثل المسلمين والمسيحيين تحت اسم ((التين والزيتون لدعم القدس وغزة))).
لبيك ياقدس لبيك يا أقصى.. لبيك يامهد المسيح
إنه النداء الذي سيظل في كل قلب عربي ومسلم “لبيك ياقدس .. لبيك يا أقصى المبارك” .. “لبيك يامهد المسيح وكنيسة القيامة،، لبيك ياحيفا ويافا وغزة” …
الله اكبر ،،، الله أكبر ،،، الله اكبر
نداء يدوي في قلوب كل المؤمنين
سيظل هذا النداء يدوي في قلوب كل المؤمنين في جميع أنحاء العالم لإنقاذ هذه الأرض المباركة “أرض الأنبياء” ..خاصة أرض مهد المسيح عليه السلام ، وأرض الإسراء والمعراج ومسرى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ..
لبيك ياقدس… لبيك يا أقصى… لبيك يامهد المسيح..
اللهم ارزقنا الثبات على الحق
اللهم ارزقنا الثبات على توحيدك وتمجيدك ، وارزقنا الثبات على الحق ونُصرة المظلوم ، اللهم انصر غزة على الصهاينة المجرمين ، واجعل نصرهم أملا لكل المظلومين والمقهورين .. واجعلنا وذرياتنا والبشرية أجمع صالحين مُصلحين غير خزايا ولا مَفْتُونين..
فما أكثر مغريات الباطل وشياطينه من الجن والإنس.
د.محمد النجار 08-04-2025م فجر الثلاثاء (9)شوال1446هـ (طوفان الاقصى الهادر)