الصراط المستقيم

رمضان .. شهر الانتصارات

بقلم – وليد على

شهر رمضان فضله الله عزوجل على سائر الشهور وانزل فيه القرآن الكريم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )

وصامه النبى صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وجعله الركن الرابع من أركان الاسلام ،عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم .

ولكن هل كان رمضان شهر كسل ونوم وجلوس فى البيوت الى غروب الشمس ؟؟

لا بل ضرب لنا رسول الله أروع الامثله فى الاجتهاد والجهاد والخروج فى سبيل الله لملاقاة العدو فى شهر رمضان .

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أول غزواته الا وهى غزوة بدر الكبرى وكانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة ونصره الله على المشركين وكانت غزوة الفرقان التى فرق الله بها بين الحق والباطل (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

ثم كان الفتح المبين فتح مكه المشرفه في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة ونصر الله رسوله ودخل الناس فى دين الله افواج قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) .

بل وكان رسول الله يصوم وأصحابه غير أنه أمرهم بالفطر حتى يكون أقوى لهم على قتال العدو ، ورد في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، فنزلنا منزلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم” فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: “إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم، فأفطروا” وكانت عزمة. فأفطرنا. ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر”

وقد وقعت في رمضان عدة غزوات ومعارك، نذكر أشهرها وأعظمها من ذلك:

غزوة بدر، وكانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة.

وفتح مكة، كانت في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.

ومعركة القادسية، كانت في رمضان سنة خمسة عشر للهجرة بقيادة سعد بن أبي وقاص.

وفتح بلاد الأندلس، كان في رمضان سنة 92 هـ بقيادة طارق بن زياد.

ومعركة الزلاقة، وهي في جنوب دولة إسبانيا حالياً كانت في سنة 479هـ.

ومعركة عين جالوت كانت في رمضان سنة 685 بقيادة السلطان المظفر قطز، والقائد العسكري بيبرس وكانت بين المسلمين والتتار. وتقع عين جالوت بين بيسان ونابلس بفلسطين، وكان المسلمون بقيادة المظفر ” سيف الدين قطز ” والمغول بقيادة ” كيتوبوقا “، وقد كتب الله النصر للمسلمين فحققوا فوزًا عظيماً.

قال ابن تغري بردي:

“وسافر الملك المظفر بالعساكر من الصالحية، ووصل غزة، والقلوب وجلة،… ثم رحل الملك المظفر قطز بعساكره من غزة، ونزل الغور بعين جالوت وفيه جموع التتار في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، ووقع المصاف بينهم في اليوم المذكور وتقاتلا قتالاً شديداً لم يُر مثله.” انتهى من “النجوم الزاهرة” (7 / 78).

وموقعة حطين، كانت في 26 رمضان سنة 584 هـ بقيادة صلاح الدين ، تلك المعركة الفاصلة التى تمكن فيها صلاح الدين الأيوبي من استعادة مفاتيح بيت المقدس من الصلبيين، والتى يذكرها التاريخ بأنها أحد أهم وأعظم الانتصارات التى حققها المسامين، واستطاعوا كسر هيمنة الصليبيين على بيت المقدس لما يقرب من 100 عاما، وظل قائدها صلاح الدين أحد أبرز القادة المسلمين.

ثم حرب رمضان 1973 -أو حرب أكتوبر- كان في رمضان سنة 1393هـ، وفيها تمكنت القوات العربية المسلمة من الانتصار على القوات الصهيونية الغاصبة، فعبرت الجيوش العربية قناة السويس وحطمت أسطورة “الجيش الإسرائيلي” الذي لا يقهر، وهدموا بحمد الله خط بارليف.

ثم جائت معركة طوفان الآقصى بقيادة القائد محمد الضيف والقائد يحيى السنوار وخلفهم جموع فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم كتائب الشهيد عز الدين القسام ( حماس ) في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت (7 من/أكتوبر 2023 م) الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ)، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل» .

وأمدت المعركة المباركه حتى دخلت شهرها الخامس فى شهر رمضان المبارك والمجاهدون وخلفهم المؤمنون من أهل غزة صامدون صابرون صادقون فى وقوفهم فى وجه الظلم والعدون من أقبح من عرفتهم البشرية .

لا شك في أن معركة طوفان الأقصى هي المعركة قد زعزعت أمن العدو الإسرائيلي بشكل لا يصدق، وأنها أرعبت العدو الصهيوني بذات الطريقة التي صدمت العدو نتيجة الهجوم الكاسر الذي شنته عليه فصائل المقاومة الباسلة المباركه مثلما فعلت مصر و سوريا قبل نصف قرت تقريبا فى حرب العاشر من رمضان ” السادس من أكتوبر ” لعام 1973.

كان ولا لازال شهر رمضان شهر الانتصارات شهرالجهاد والصبر والمصابرة شهر دحر الظلم والطغيان وكسر الظالمين على يد جند الله المجاهدين المؤمنين .

اللهم اجعل شهر رمضان  شهر نصر ورفعة للمجاهدين و زوال للظلم والظالمين اللهم اجعله شهر هلاك للظالمين والكافرين ….. اللهم أمين

 

وليد على

وكيل كتاب الجمهورية

مدير التحرير بجريدة وموقع وضوح

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللهم اجعل هذا الشهر الكريم شهر زوال للصهاينه في فلسطين . اللهم عليك بالصهاينه الملاعين وعليك بمن يساندهم أو يؤيدهم أو يقف معهم . اللهم انصر اهل غزه واطعم جائعهم واكسو عريانهم . اللهم اجعله شهر بركه لامه محمد ونصرا مؤزرا علي عدوهم .
    وبارك الله في كاتب هذا المقال الرائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.