سر الباب الخلفي لنهر النيل
بقلم /إيمان أبو الليل
تدور على المسرح المصري حاليا أحداث ولقاءات ومفاوضات تدور حول خطورة سد النهضة .
هيا بنا نتابع حقيقة المشهد حتى نفهم ما يحدث !!
رغبت الحكومة الصهيونية منذ عقود بمد دولتهم بمياه نهر النيل عبر صحراء النقب
وباءت رغبتهم هذه بالفشل في حينه
ولم ييأس الكيان الصهيوني وعاود محاولاته مع الحكومات المصرية مرارا وتكرارا ولكنها ايضا باءت بالفشل
(ولأن) الكيان الصهيوني يتحرك وفقا لعقيدة دينية يؤمن بها (ولأنه) يرفع التوراة اعتزازا وفخرا بعقيدته
بدأ كالعادة بنسج شباكه لاصطياد حلمه ولو بعد حين !!!
انظروا إلى صبرهم وبراعتهم التي تفتح مدارك عقلي
وللأسف تزيد حزني وألمي على حالنا كعرب نقرأ ونعلم ولا نفعل.
لقد سيطر هذا الكيان على نهر الأردن (فهو لا يضيع وقتا أبدا في أى خسارة أو هزيمة)…
ثم عاود إلى حلمه الأكبر في السيطرة الكاملة على نهر النيل والذي كان في الماضي حلما يقترب من المستحيل
بدأ الكيان صاحب التدبر والتدبير الفذ والذي أعترف بأنه كالثعبان أو الثعلب الذي يلف ويدور حول فريسته في هدوء وحذر انتظارا للفرصة التي تسمح له بمحاصرة فريسته
والتهامها بطمأنينة وكأنه على مأدبة خاصة .
وهذا ما حدث بالفعل…………..تابعوا بتدبر فمصر في خطر
لقد وقعت مصر والسودان اتفاقية مع دول منبع النيل عام 1929
والتي تخصص نسبة احتياج كل دولة من الدول المعتمدة على نهر النيل والجميع يعلم بأن إعتماد مصر على مياه نهر النيل يكاد يقترب من نسبة ال 100%
نظرا لقلة أمطارها وندرة المياه الجوفية بها ..
ومن هنا قرر الصياد البارع (الكيان الصهيوني) أن يحقق حلمه بطرق ملتوية بعيدا عن دولة المصب (مصر)
فبدأ بوضع أجندة صهيونية وبدأ تنفيذها من عقود طويلة
أولا دخل أثيوبيا ودول حوض النيل الفقيرة عن طريق المساعدات المادية والصحية وبرم إتفاقا على تهجير يهود أثيوبيا مقابل فتح باب المشروعات
على أراضي أثيوبيا ومطالبتهم بنقض إتفاقية 1929 التي تنص على حق مصر والسودان في الإستفادة من مياه نهر النيل
باعتبار أن الإتفاقية تمت في عهد الإستعمار وأنه مفسدة للبلاد.
ثم بدأ الكيان الصهيونى ببث الفتن في الدول المتعددة المعتقدات ومدهم بالسلاح ثم بث الفتنة بين شمال وجنوب السودان ومد الطرفين بالسلاح مع الإهتمام بالجنوبيين وتدريبهم لتفتيت شمال السودان والذي هو (حدود مصر الجنوبية)
وبدأ بإرسال جنرالات الموساد لعمل مشروعات زراعية في أثيوبيا وخصص لهذا التمويل السخي من الموساد وواشنطن وأعلنوا إحتياجهم لبناء السدود
سواء على نهر فكتوريا أو تحويل مجرى النيل الأزرق
لأنه الرافد الأساسي لإمداد نهر النيل في مصر بالمياه
وبهذا سيضعف منسوب نهر النيل
ثم كانت الصفعة القاسية على وجه نيل مصر ببناء سد النهضة والذي سيسيطر بل سيغلق ويسد رئة مصر ويمنع عنها مياه نيله
وتصبح هناك تجارة ومناورة حقيرة ببيع المياه لمصر والسودان ويجف بهذا شريان مصر ومنبع حضارتها
(ليس هذا فحسب) ……
بل ستضمن دولة الصهاينة إنشغال مصر وقادتها عن القضية الفلسطينية والتي تمثل لنا عقيدة لن ننساها ولن يشغلنا عنها أى شئ
وبهذا كانت اثيوبيا هي الباب الخلفي للتسلل لنهر النيل في مصر
قسد النهضة مدبر له منذ عقود
فأين كنتم يا مسئولي مصر من وقتها ؟
وفي الختام ستظل مصر هى أم الدنيا ودرتها والتاريخ يشهد بأن مصرنا هى درة الشرق ومقبرة الطغاة ودائما تزداد رونقا وبريقا وصلابة عندما تلقى في النار المستعرة