سفن غارقة

بقلم/خالد طلب عجلان
ربان أساء تقدير الرياح فغرقت سفينته…وربان أخر غلبته الأمواج فغرق برغم كفاحه وإصراره ولكن القدر شاء…
وربان تهاون وآستهان وهان عليه جميع من حوله..
في سفينة ظل النجار ومن حوله أعوام وٱعوام في بناؤها..
لم تبنى السفينة في يوم فوراء بناؤها شقاء ودموع وضحك ومعاناة..
لم يقدر الربان كل ذلك فكان عنيد عناد من يريد حمل الأهرامات فوق رأسه وتناسى أن البنيان من حجارة قد يهدم.. فيدمره ويدمر من حوله..هكذا جأءتني الفكرة وهكذا بدأت أكتبها وهكذا صرت أرويها…
أرويها وأنا في قارب صغير لا يتجاوز الأربع أشخاص ولكن على متنه عشرات العمال سعياً وارء رزقهم وهربا وخوفا من مصير قد يكون محتما ..
لا يفقه المراكبي شيئاً فهو عنيد ..وعناده قد يؤتى بما لا تحمد عقباه..
كم من ربان بأهماله وعناده غرقت سفينته ..
سفينة تلو الأخرى تغرق والمحصلة تزداد يوم بعد يوم بعض يوم.. والناجي يعاني من هول ما رأى..وكلها في النهاية…سفن غارقة
ولعل القادم أفضل ..ولعلنا …
ولعل الضباب يذهب وتأتي الشمس ويرى الربان النور
ولعلي أحلم ولكن الحلم متاح ..وهو أبسط ما أملك