أراء وقراءات

الأبوة ليست كلام

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

في البداية لابد أن نعرف معنى الأب.

الأبُ هو الوالد الذكر لطفل. وإلى جانب الروابط الأبوية للأب مع أولاده، قد يكون للأب علاقة أبوية وقانونية واجتماعية مع الطفل تحمل في طياتها بعض الحقوق والالتزامات. والأب بالتبني هو ذكر أصبح والد الطفل من خلال عملية التبني القانونية. الأب البيولوجي هو المساهم الوراثي الذكري في تكوين الرضيع، من خلال التبرع بالحيوانات المنوية (وهذا النوع من الأبوة مرفوض شرعا ). قد يكون للأب البيولوجي التزامات قانونية تجاه طفل لم يربيه، مثل الالتزام بالدعم المالي. الأب المفترض هو رجل يُزعم أن له علاقة بيولوجية بطفل ولكن لم يتم إثباتها. وزوج الأم هو زوج أم الطفل، ويمكن أن يشكل وحدة أسرية، ولكنه لا يتمتع عموما بالحقوق والمسؤوليات القانونية للوالد فيما يتعلق بالطفل.

سبب أني فكرت في هذا الموضوع ، أني شاهدت أحد الاباء في مركز علاجي مع ابنه مريض ويأخذ جلسة استنشاق ، والطفل يبكي وهذا طبيعي من الألم إلا أن الأب يتعصب ويريد إنهاء الجلسة قبل موعدها ، والجدة هي التي تهدي الأب .

أين الرحمة ؟ أين الحب؟ أين العطف ؟ أين الأبوة؟

الأب هو العطف والسند والحب وليس مجرد اسم في شهادة ميلاد ، الأب ترابط مع أولاده وأسرته ، الأب ليس بنك لتزويد الأسرة بمصاريف ، الأب كيان شامل للأسرة ، الأب احتواء للجميع .

فالأب هو القدوة التي سيقتدي بها الأبناء، أيها الأب تعامل بطبيعتك ولا تتكلف في معاملتك ، الأب هو الحزم مع الرفق ، الأب هو قائد البيت هو قبطان السفينة ، لازم يكون للأب طريقة ومنهجية للتعامل من خلال التحبيب والاحترام دون الترهيب . لابد أن يكون الأب مثقف ومطلع حتى تنعكس هذه الثقافة على اولاده وأسرته ، كما أن الأب لابد وأن يتحلى بالصبر في تربيته للأولاد وفي المعاملة مع أسرته .

على الأب أن يكون صديق لأولاده ومن الأقوال المأثورة” إن كبر ابنك خاويه” أي صادقه وصاحبه ، فلا تبني جدران بينك وبين أولادك أيها الأب ، لأن أولادك عندما يحتاجون النصيحة من يفيدهم غيرك .

كما أنك أيها الأب عندما تكون زوجاً ناجحاً وتهيئ بيئة أسرية هادئة خالية من المشاكل ستكون أباً ناجحاً ، وأيضاً كن قريباً من الله ودائماً تقرب بالدعاء وصالح الأعمال. حتى تكون قدوة لأولادك في النهاية أيها الأب اعمل رصيد مع أولادك فإذا كانوا يحتاجونك في الصغر فأنت ستحتاجهم في الكبر ، تواصل مع أولادك وكن أباً بمعنى الكلمة قبل أن يختفي بريق الذهب .

29 من نوفمبر 2020م

هاله أبو القاسم عبد الحميد
موجهة بالتربية والتعليم

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.