سفير تاجيكستان في مركز الحوار للدراسات السياسة والإعلامية.

كتب- إبراهيم عوف
استقبل مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية السفير/ برويز ميرزازاده -سفير تاجيكستان لدي مصر- والوفد المرفق معه وعلى رأسهم نائب السفير الدكتور/ عبد الغفار كمال زاده، واصطحبة في الجولة التعريفية بالمركز اللواء أ.ح/ حمدي لبيب -رئيس مؤسسة الحوار للدرسات السياسية والإعلامية- والأستاذ/ محمد ربيع الديهي -مساعد مدير المركز لقطاع البحوث والدراسات- والاستاذة/ ياسمين هلالي -مساعد مدير المركز للشؤون الإعلامية- جاء ذلك على هامش الندوة التي نظمها المركز بالتعاون مع سفارة تاجيكستان تحت عنوان “تاجيكستان والأنهار الجليدية 2025 … نحو مقاربة جديدة”، بمشاركة لفيف من المتخصصين والباحثين.
وتم عرض جهود المركز المتعلقة بملف آسيا الوسطي والقوقاز على سيادة السفير والوفد المرافق له بصفة عامة، وكذلك الاهتمام الذي يوليه المركز لدولة تاجيكستان بصورة خاصة، من خلال تنظيم عديد الفاعليات المتعلقة بتاجيكستان ومصر ، فضلًا عن الدراسات والأوراق البحثية التي يصدرها المركز حول تاجيكستان. وقد أشاد سيادة السفير بهذه الجهود التي تُعد نوأه تعاون مشترك بين البلدين وتمثل ثمرة هامة في تعزيز المعرفة بدولة تاجيكستان.
وخلال فاعليات الندوة أكد سيادة السفير/ برويز ميرزازاده -سفير تاجيكستان لدى مصر- خلال كلمته على أن تاجيكستان ومصر يسعينًا إلى تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة؛ إذ تُعد مصر نموذجًا رائدًا في المنطقة من خلال استراتيجيتها الوطنية للطاقة المستدامة حتى عام 2035، والتي تهدف إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 37%. وفي السياق ذاته، أكد أن دولة تاجيكستان تهدف إلى أن تصبح دولة خضراء بالكامل بحلول عام 2037، حيث تحتل حاليًا المرتبة الثامنة عالميًا من حيث الموارد الكهرومائية، والسادسة من حيث نسبة استخدام الطاقة النظيفة.
واتصلًا بموضع الندوة أوضح سيادة السفير أن دولة تاجيكستان تُعد واحده من أغنى الدول من حيث الموارد المائية والطاقة، إذ تشكل مصدرًا لما يزيد عن 60% من الموارد المائية في منطقة آسيا الوسطى، وانطلاقًا من هذه المكانة، تبوأت بلاده مكانه ريادية في طرح المبادرات الدولية المعنية بالمياه وتغير المناخ. مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة اعتمدت حتى الآن أربع مبادرات نوعية قدّمها فخامة الرئيس إمام علي رحمان وكان من أبرزها “العقد الدولي للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة 2018–2028”.
كما أوضح سيادة السفير أن عقد مركز الحوار لهذه الندوة يأتي بالتزامن مع التحضيرات التى تتم لإقامة المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بحماية الأنهار الجليدية واللى من المقرر عقده في العاصمة دوشنبه خلال الفترة من 29 إلى 31 مايو 2025، في إطار إعلان عام 2025 سنة دولية لحماية الأنهار الجليدية. وفي هذا الإطار أوضح أن هذا المؤتمر الدولي سيشهد مشاركة أكثر من 4000 شخصية، من بينهم رؤساء الحكومات، الوزراء، الخبراء الدوليون، السياسيون، العلماء، ممثلون عن منظمات الدولية والإقليمية، والمجتمع المدني، بهدف توحيد الرؤى والجهود لإيجاد استراتيجيات فعالة لحماية الأنهار الجليدية وإدارة المياه بشكل مستدام، مع تسليط الضوء على آثار تغيّر المناخ والحاجة العاجلة إلى اتخاذ تدابير علمية وسياسية مبتكرة.
وفي الاتجاه ذاته أوضح سيادة السفير أن دولة تاجيكستان تعد القلب الجغرافي لآسيا الوسطى، التى تضم أكثر من 50% من إجمالي المساحة الجليدية في المنطقة بما يعادل نحو 8.5 ألف كيلومتر مربع، وكذلك تضم أكثر من 8000 نهر جليدي، مبينًا أن تلك الأنهار تشهد ذوبانًا متسارعًا نتيجة التغيرات المناخية، مما يهدد الأمن المائي في منطقتنا والعالم. وأيضًا مشددًا على أن الإحصاءات العالمية، تشير إلى أن نحو 70% من المياه العذبة في العالم مصدرها الأنهار الجليدية، وسيؤدي ذوبانها إلى تراجع الموارد المائية من جهة، وازدياد الكوارث الطبيعية مثل الانهيارات الطينية والفيضانات من جهة أخرى، مما سيسبب خسائر بشرية واقتصادية فادحة سنويًا.
وعلى صعيد متصل أكد اللواء أ.ح/ حمدي لبيب -رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية- على محورية الدور الذي تلعبه تاجيكستان في الحفاظ على البيئة بصورة عامة، وحماية مياة الأنهار الجليدية بصورة خاصة في ظل التحديات التي يوجهها العالم نتيجة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، مشيدًا كذلك بالمبادرة التي طرحتها دولة تاجكستان تحت قيادة فخامة الرئيس إمام على رحمن لحماية الأنهار الجليدية والتي لاقت دعمًا دوليًا وإقليميًا كبيرًا، مشيرًا إلى أنها تُعد من الدول السباقه في طرح المبادرات الدولية المتعلقة بالمياه. كما أشار إلى أهمية التوعية بمخاطر التغيرات المناخية التي ستؤثر ليس فقط على دولة تاجيكستان، بل على العالم أجمع، ومؤكداً على ضرورة التعاون والتكاتف الدولي لمواجهة هذه التحديات البيئية.
بينما أشار الدكتور/ محمد عبد المنعم -عضو مجلس إدارة الحوار والمتخصص فى دراسات البيئة- خلال ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان “الأنهار الجليدية … الأهمية الاقتصادية والخريطة العالمية”، إلى أهمية الأنهار الجليدية من الناحيتين البيئية والاقتصادية، موضحًا أن العالم احتفل لأول مرة في 21 مارس 2025 باليوم العالمي للأنهار الجليدية، في خطوة تهدف إلى تحفيز الوعي حيال مخاطر ذوبان الأنهار الجليدية. وأكد أيضًا أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا متزايدًا على الاقتصادات والنظم البيئية في مختلف أنحاء العالم.
ومن جانبه عرض الدكتور/ صابر عثمان -خبير التغيرات المناخية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “مناخ أرضنا للتنمية المستدامة”- ورقة عمل بعنوان “التغييرات المناخية والأنهار الجليدية”، أوضح من خلالها أن ذوبان الأنهار الجليدية يُعد تحديًا خطيرًا يتطلب استجابة جماعية من المجتمع الدولي. كما أشار إلى الدور الحيوي الذي تلعبه دولة تاجيكستان في تحفيز الاهتمام الدولي بهذه القضية، خاصة في منطقة آسيا الوسطى التي تُعد من أغنى مناطق العالم بالموارد المائية. كما أكد على أهمية تعزيز التعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة في ظل نقص الإمكانيات الفنية والتكنولوجية في العديد من الدول.
وجدير الذكر أن الندوة قد شهدت حضور ومشاركة لفيف من الخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن التاجيكي وكذا قضايا البيئة والتغيرات المناخية والأنهار، التى أدارتها الأستاذة حسناء علي -مساعد مدير المركز، مؤكدة على أهميتها في تسليط الضوء على القضايا البيئية والتحديات المرتبطة بتغير المناخ في منطقة آسيا الوسطى، بالإضافة إلى الدور البارز الذي تلعبه دولة تاجيكستان في هذه القضايا الحيوية.