سلسلة إتقان العمل (2)
بقلم.ا.د /نادية حجازى نعمان
صفة إتقان العمل وصف الله بها نفسه لتنقل الي عباده (صنع الله الذي اتقن كل شئ )( النمل )
وهناك علاقة متداخلة بين الإتقان والإحسان غير أن إتقان عمل يتعلق بالمهارات التي يكتسبها الإنسان بينما الإحسان قوة داخلية تسري في كيان المسلم، وتتعلق في ضميره وتترجم إلى مهارة يدوية أيضا، فالإحسان أشمل وأعم دلالة من الإتقان، والإحسان لم يرد بصيغة الأمر إلا مرة واحدة للجماعة: ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) .
إن الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن . الشعور أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، هو تعريف الرسول صلى الله عليه وسلم للإحسان بأن ( أعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، فالإحسان مراقبة دائمة لله، وإحساس بقيمة العمل، وعلى هذا أرجع كل عبادة شرعية، أو سلوكية أو عائلية تحت مصطلح الإحسان الذي يعني انتقاء الأحسن في كل شيئ فالشخصية المسلمة تتميز بالإحسان الذي يرتبط بالتقوى وعبر عنه كمرحلة سامية من مراحل الإيمان المصاحب للعمل، يقول تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، تم اتقوا وامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) المائدة …. فإذا كان المسلم مطالبا بالعبادة، والعمل المترجم للإيمان فإنه مطالب دائما بالإحسان في العمل والحياة، غير أن هناك تفاوتا في مجالات الإحسان حيث ركز القرآن الكريم، في باب الإ حسان على أمور منهاالإ حسان إلى الوالدبن، مع دوام الإحسان فى كل شيئ ، يقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القرن واليتامى والمساكين والجار ذي القرى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) النساء ]36، فالإحسان بنص هذه الآية انفتاح على قطاعات كثيرة في المجتمع، يطالب المسلم بالتعامل معها والتفاعل على أساس من التقوى والحرص على الجماعة حتى يكون الجهد المبذول في سبيل الإحسان إليها ذا قيمة اجتماعية يراعى فيها رضاء المولى عز وجل لقوله تعالى: (وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) .