سلسلة قيام الليل ( 3 )

بقلم ا.د/ نادية حجازى نعمان
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالي: ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” [المزمل1-4] وقال سبحانه: ” وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء :79] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: {كان النبي يقوم من االيل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟} [متفق عليه] وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه*** إذا انشق معروف من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا*** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ***إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وعن حذيفة قال {صليت مع النبي ذات ليِلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح أل عمران فقرأها، يقرا مُسترَسلاً، إذا مر بأية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذّ تعوذ… الحديث [رواه مسلم] وعن ابن مسعود قال{ صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه!} [متفق عليه] قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن سعود قويا محافظا على الاقتداء بالنبي، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير مما اعتاده ).