أراء وقراءات

سماء إيران مكشوفة: هجوم إسرائيلي على مواقعها النووية ومقتل قادتها

بقلم الدكتور/ محمد النجار

لم يكن أحد يتوقع أن تصبح سماء إيران مكشوفة بهذا الشكل الذي يسمح باختراقها من قبل طائرات معادية في هذا الحجم الكبير، حيث تم استهدافها من قبل نحو 200 طائرة من أحدث الطائرات الأمريكية. هذا الهجوم يطرح تساؤلات كبيرة: كيف يمكن أن تتعرض إيران لهذا الحجم من الهجمات الجوية، خاصة وأن الطائرات الإسرائيلية تمكنت من ضرب أكثر من 100 موقع عسكري ونووي؟

مقتل القادة والعلماء الإيرانيين:

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو نجاح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في الوصول إلى قادة عسكريين إيرانيين وعلماء نوويين بارزين، وتمكنت من قتلهم في عملية منسقة. لم يسبق أن تم قتل هذا العدد من القادة والعلماء في حرب واحدة. من بين القادة والعلماء الذين تم الإعلان عن مقتلهم:

*قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي
*رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري
*قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد
*أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري
*العالم النووي مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية
*العالم النووي فريدون عباسي
*على شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، الذي نُقل إلى المستشفى بعد الهجوم

بل وتُشير بعض المصادر إلى مقتل نحو ستة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، ما يُعد كارثة استراتيجية بالنسبة لطهران.

حرب وجودية في الشرق الأوسط:

إن ما يحدث اليوم بين إسرائيل وإيران ليس مجرد صراع إقليمي، بل هو حرب وجودية تهدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأكملها. قد تكون إسرائيل قد دمرت المفاعل النووي العراقي في الماضي، لكن ما يجري الآن يُعتبر تهديدًا مباشرًا لوجود إيران في المنطقة. ولعل السؤال الذي يطرحه الجميع هو: ما هو مصير العالم العربي في ظل هذه الحرب المفتوحة، التي تديرها إسرائيل بدعم أمريكي، والتي تهدف إلى تقويض أي قوة عسكرية أو سياسية مستقلة في المنطقة؟

إسرائيل… القوة المهيمنة في الشرق الأوسط:

إسرائيل تمتلك مئات القنابل النووية، وتعمل جاهدة على إجهاض أي محاولة لدول عربية أو إسلامية لبناء جيش قوي قادر على الدفاع عن نفسه ومقدساته. لا يمكن للسلام أن يتحقق دون وجود قوة تحميه، وهذا ما يجعل التحالفات بين إسرائيل والولايات المتحدة تمثل تهديدًا دائمًا للأمن الإقليمي والعالمي. وفي هذا السياق، تظل الحرب الوجودية في الشرق الأوسط مستمرة.

هل تستيقظ الأمة العربية؟

يتعين على الأمة العربية أن تستفيق من غفوتها وتدرك أن إسرائيل وأمريكا لا يمكن الوثوق بهما. وما يحدث في غزة من دمار شامل، حيث يتم تدمير المباني والمدارس والجامعات، وتعريض المدنيين إلى المجاعة، ليس إلا دليلًا على نوايا هذه القوى. إسرائيل تمارس حرب إبادة ضد شعب غزة، وعلى الأمة العربية أن تتخذ موقفًا موحدًا لمواجهة هذا التحدي الكبير.

د. محمد النجار 13-06-2025م صباح الجمعة 17 ذو الحجة 1446هـ (طوفان الأقصى)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى