سيدنا نوح…. أرضه وعمره وزوجته.
كتبت / عزه السيد
يسأل الكثير من الناس عن سيدنا نوح وأرضه وعمره وزوجته
أجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال جاء قوله تعالى على لسان النبي نوح {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا} نوج :26 ، فلماذا قال نوح “الأرض ” ولم يخص قومه الذين عصوه ، وهل نوح هو الأب الثانى للبشر؟ وكم كان عمره؟ وكيف خانته زوجته؟
واجاب الشيخ رحمه الله وقال كان العمران محدودًا في أيام نوح عليه السلاَم ، ولعل الذين أرسل إليهم كانوا هم الذين يعيشون على الأرض في هذه المنطقة ، فلما دعا عليهم ظن أو اعتقد أنه لا يوجد غيرهم على الأرض . وهم أيضًا قومه كما قال سبحانه {كذبت قوم نوح المرسلين } الشعراء : 105 .
وقال بعض العلماء : إن الأرض المذكورة في دعاء سيدنا نوح قد يراد بها المنطقة التي أرسل فيها دون غيرها ، فكلمة “ال ” للعهد كما يقول علماء اللغة، وقالوا : إن الطوفان أهلك كل إنسان كافر، وعمرت الأرض بعد ذلك من سلالة المؤمنين الذين ركبوا السفينة معه ونجوا من الغرق ، وبهذا يقال :
إنه الأب الثاني للبشر بعد آدم عليه السلام وذلك ما نقل ، عن ابن عباس من أن نوحًا هو آدم الأصغر، وأن جميع الخلائق الآن من نسله “تفسير القرطبي ج 9 ص 48 ” .
أما عمر سيدنا نوح ، فقد اختلفت فيه الأقوال عند تفسير قوله تعالى{ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون } العنكبوت : 14 ، فمن المؤكد أنه عاش ألف سنة إلا خمسين عاما ، فهل هذه المدة هي كل عمره الذي عاشه من يوم ولادته إلى وفاته ، أو هي التي عاشها في الدعوة ويضاف إليها السنوات التي قبلها ، وهي حوالي أربعين سنة ، حيث كان الرسل يبعثون في هذه السن ، ثم يضاف إليها أيضًا المدة التي عاشها بعد الطوفان ولا يعلم كم هي ؟ ليس هناك دليل قاطع على عمره ، ولاداعي للانشغال به ، فقد مات كما يموت كل حي ، ولم يخلد في الدنيا على الرغم من عمره الطويل .
وفي تفسير القرطبي في سورة العنكبوت معرض لآراء كثيرة في عمر نوح ليس على أي واحد منها دليل صحيح ، وأورد حديثًا بصيغة التمريض أي التضعيف أن عمره كان عند البعثة مائتين وخمسين سنة ، وعاش بعد الطوفان مثلها ، يضم إلى ذلك ما نص عليه القرآن وهو تسعمائة وخمسون سنة، فيكون المجموع ألف سنة وأربعمائة وخمسين سنة وكل ذلك -استنتاج لا دليل عليه .
أما زوجته فقد قال اللَّه فيها{ضرب اللّه مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللَّه شيئًا وقيل ادخلا النار مع الداخلين } التحريم : 10 .
فما هي الخيانة التي صدرت من كل منهما مع أن كلا منهما زوجة نبي ؟ .
أحسن ما قيل في خيانتهما أنها الكفر بالرسالة والتواطؤ مع الكفرة، وحاشا أن تكون الخيانة في العرض والشرف كما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما . والمستبعد أن تكون (عجوز) كما وصفها الله تخون لوطا بالفاحشة .
هذا، وكون زوجة نبي كافرة لا يقدح في عصمته هو ولا يمس شرفه ، فكل امرئ بما كسب رهين ، كما لا يضر المسلم أن تكون زوجته كتابية لا تؤمن بدينه.