الصراط المستقيم

ماذا تعرف عن عام الرمادة؟

إعداد/محمد محمود عيسي

في كلمات موجزة سنذكر قصة عام الرمادة:

أولا/تاريخ عام الرمادة

كان عام الرمادة في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في عام

ثمانية عشرة من الهجرة النبوية الشريفة بعد أن رجع الناس من الحج في هذا العام

ثانيا/لماذا سُمّي بعام الرمادة؟

سُمّي بعام الرمادة لجدب الأرض وانقطاع الغيث من السماء وتحولت الأرض لعدم نتاجها الزراعي إلي سواد يشبه الرماد في لونه في المدينة المنورة وكل ماحولها من البادية وغيرها وكانت الرياح تحمل الغبار إلي بيوت المسلمين وإلي وجوههم فكان يظهر أثر الرماد الأسود علي وجوههم ونفق كثير من المواشي والغنم والماعز والإبل ولم ينجوا إلا القليل ومات كثير من الأطفال والشيوخ الكبار لعدم قدرتهم علي مواجهة الجوع والعطش

ثالثا / استمر بقاء هذه الأزمة الزراعية والاقتصادية والنفسية والماديةكانت تسعة أشهر علي الرأي الغالب.

رابعا/ كيف تعامل  حاكم المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب وفقهه في معالجة مع هذه الأزمة الشديدة والمفاجئة؟.

اتخذ اشهر الحكام عدلا في التاريخ الإنساني عدة خطوات لمعالجة هذه الأزمة وهي :

1/عاش رضي الله عنه عيشة أهل المدينة وتأثر بيته وعاني مما يعانيه الناس في هذه المسغبة بكل ماتحمل من صعوبة وجوع وأَكَل الزيت مع الرعية. وأصبح بيت مال المسلمين خاليا من كل شيء .

2/أرسل عمر المحنك والموفق من الله في كل أحواله أرسل إلي الأرياف لإمداده بما يفيض عندهم من الطعام والشراب والزروع وغيرها.

3/ فزع إلي الصلاة يستسقي للناس ومن ورعه وفقهه وتواضعه قال :”اللهم كنا نتوسل عندك برسول الله صلي الله عليه وسلم والأن نتوسل بالعباس عم رسول الله صلي الله عليه وسلم (والتوسل هنا أي طلب من العباس أن يدعوا الله لنزول الغيث من السماء أي المطر المغيث من عند الله).

4/طلب من الناس كثرة الاستغفار عملا بقول الله تبارك وتعالي:(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا).

5/ أرسل إلي الأمصار يطلب الغوث والمدد من الولاة بمصر والشام والعراق فأرسل إليه عمروا بن العاص ألف بعير محملة بكل أنواع الطعام والشراب والكساء وعشرون سفينة محملة بالدهن وكذا عبيدة بن الجراح وكذا أبا موسي الأشعري وكذا سعد بن أبي وقاص  الذي أرسل ثلاثة آلاف بعير محملة بكل أنواع الطعام والكساء والشراب وغيره

٥/تعامل عمر رضي الله عنه مع هذه الأزمة أيضا بالدعاء وطلب من الناس كثرة الدعاء إلي الله تبارك وتعالي.

٦/أنزل الله الغيث من السماء واخضرت الأرض وكثرت المواشي والإبل والماعز والغنم وعادت الحياة وسعد الناس وعادت البسمة إلي المدينة المنورة وماحولها

وكان  الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب خير من حمل الأمانة لينجوا هو وأهل بيته ورعيته من هذه الأزمة ونال من الجَهد والتعب النفسي والجسدي مانال من أجل رعيته فياله من قائد مخلص تقي نقي ورع كان من أعظم الرعاة والمسؤولين عن رعيتهم وشارك وجدانيا مع شعبه ورعيته في الصعاب والعسر قبل اليسر.

هذه المعلومات هي الأرجح والله أعلي وأعلم

والله من وراء القصد

محمد محمود عيسي

محاسب وداعية خير 

منشاة سلطان – منوف – المنوفية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.