شهادة حق لمنظمة إسرائيلية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية منهجية في قطاع غزة

تقرير  منظمة “بتسيلم” يضم قائمة مفصلة من الجرائم التي تشكل أركان جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الإحتلال 

كتب / هاني حسبو 

في تقرير صادم هو الأول من نوعه داخل إسرائيل، خلصت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية إلى أن ما يجري في قطاع غزة منذ قرابة عامين هو جريمة إبادة جماعية ممنهجة، تنفذها إسرائيل بحق السكان الفلسطينيين.

إبادة جماعية بتخطيط منهجي

أكد التقرير الصادر عن المنظمة، والذي جاء في 79 صفحة، أن السياسات الإسرائيلية في غزة تهدف إلى هدم المجتمع الفلسطيني من خلال القتل الجماعي، وتدمير البنية التحتية، وتجويع السكان، وتهجيرهم قسريًا، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة، وصولاً إلى خلق ظروف معيشية كارثية تمنع استمرار الحياة في القطاع.

وأضاف أن إسرائيل تتعمد تجريد السكان من إنسانيتهم، وتركهم للموت في ظل تواطؤ عالمي وصمت مريب من المجتمع الدولي.

اعتراف غير مسبوق داخل إسرائيل

يمثل هذا التقرير تحولًا جذريًا في الخطاب الحقوقي داخل إسرائيل، ويُعد إدانة رسمية من الداخل للسياسات التي طالما حاولت تل أبيب تبريرها بحجج “الدفاع عن النفس”.

واعتبرت المنظمة أن نية الإبادة واضحة، مستندة إلى تحليل السياسات الإسرائيلية وتصريحات علنية لقادة عسكريين وسياسيين إسرائيليين، والتي تشي بنية معلنة لتدمير الشعب الفلسطيني كجماعة قائمة.

أركان جريمة الإبادة: أدلة دامغة

أورد تقرير “بتسيلم” قائمة مفصلة من الجرائم التي تشكل أركان جريمة الإبادة الجماعية وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948، من بينها:

• القتل المباشر وغير المباشر عبر الحصار والتجويع

• تدمير البنية التحتية التي تؤمن مقومات الحياة

• فرض ظروف معيشية تؤدي إلى الموت البطيء

• التحريض العلني على الكراهية والعنف

• التهجير القسري والنزوح الجماعي

وأشار التقرير إلى أن هذه الأفعال لم تأتِ ضمن سياق قتال مع حماس، بل ضمن استراتيجية متعمدة لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة.

المجتمع الدولي: شريك في الجريمة

وجهت “بتسيلم” انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن الدعم السياسي والعسكري غير المشروط لإسرائيل جعل من هذه الدول شريكة في الجريمة.

وأكد التقرير أن التصريحات المتكررة عن “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، تمثل غطاءً دبلوماسيًا لارتكاب الإبادة دون مساءلة.

تأكيدات متطابقة من جهات دولية

ويأتي تقرير “بتسيلم” في سياق دولي يتزايد فيه الضغط على إسرائيل، حيث اعتبرت محكمة العدل الدولية في يناير 2024 أن هناك “احتمالًا معقولًا” بأن أفعال إسرائيل ترقى إلى الإبادة الجماعية، وذلك في الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا.

وقد انضمت دول عديدة إلى القضية، منها بلجيكا وأيرلندا وكولومبيا، فيما اتهمت هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة ممنهجة.

وفي السياق نفسه، كتب عالم الإبادة الجماعية عمر بارتوف في نيويورك تايمز، أن ما شاهده من أفعال وخطاب وتحريض لا يترك مجالًا للشك: “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة“.