تقارير وتحقيقات

” صفاء عسران ” تٌوقف سلسال الدم بالصعيد

مبادرة " درع التسامح " تنهي أكثر من ٤٠٠ نزاع ثأري في محافظات مصر

كتب – ممدوح الشنهوري*

من عايش عادات وتقاليد صعيد مصر أو سمع عنها قبل خميسن عام او أكثر  من الزمان، ما كان يظن أن الصعيد الأن أن تخرجٌ منه نساء قادرة علي عكس تلك الصورة القديمة التي أخٌذت عليهن في السابق من التقوقع في كِنف العادات والتقاليد الصعيدية الصارمة قديما، والتي كان أقصي أحلام النساء فيها مجرد الحديث بحرية أمام عزوتها وأهلها في أمر ما عائلي.

ولكن توالت السنوات وتبدل حال الصعيد وخرجت منه كفاءات مشرفة من الجنسين من الشباب إخترقت كافة مجالات الحياة العملية والعلمية والسياسية دون إستثناء ،ليصير الصعيد بعدها منارة وقلعة وحصن للعطاء والتقدم والرقي في بناء الوطن.

ومن ضمن تلك الأمثلة المشرفة التي لفتت إنتباه وسائل الإعلام مصر وخارجها من صحف ومواقع أجنبية، بتوالي إنجازتها في توقف سلسال الدم والثأر في صعيد مصر وباقي محافظات الجمهورية  هي ” القاضية العرفية – صفاء عسران بنت محافظة قنا – ومدينة نجع حمادي صاحبة  ” مبادرة درع التسامح ” والذي ترعاه العديد من المؤسسات والجهات الحكومية في مصر، مثل، وزارة الشباب والرياضة والعديد من المؤسسات الخيرية في مصر، وكذلك بعض من الشخصات البارزة في المجتمع، وعلي رأسهم مفتي الديار المصرية السابق الدكتور  ” علي جمعة “.

رغم ان عمر صفاء لا يتعدي الخامسة والثلاثون عاما في ” فض أكثر من ٤٠٠ نزاع ثأري في صعيد مصر ومحافظتها الأخري ” لتنحصر بعدها العديد من الجرائم الثأرية، في التوقف عند المعضلة الأولي في الأخذ بالثأر، وليتم بعدها التدخل من قبلها كقاضية عرفية مفوضة ومتطوعة وميسرة وموفقة من الله سبحانه وتعالي. في توقف نزيف الدم بعدها ويتم الصلح بين العائلتين وإنتهاء سلسال الدم بتقديم درع التسامح، بتواجد افراد العائلتين والجهات الأمنية ورجال الدين.

ولكن طبعا بعد مجهودات كبيرة وجبارة قد تستغرق آيام أو أسابيع من قبل القاضية العرفية ” صفاء عسران” مع أطراف العائلتين من أجل إنهاء سلسال الدم، وعدم الأخذ بالثأر مرة أخري، حتي لا يزيد عدد الضحايا بين العائلتين، لييسر الله الحال بعدها ويتم الصلح في العديد من جرأئم الثار في صعيد مصر.

وتعتبر القاضية العرفية ” صفاء عسران” من أكثر الشخصيات العامة أو ربما قد تكون الوحيدة رغم كونها فتاه لا يتعدي عمرها الخامسة والثلاثين من العمر، التي تحظي بقبول شعبي في التدخل في مصلاحات جرائم الثأر في الصعيد، بعد نجاحها في حالات صلح تعدت ” ال ٤٠٠ حالة” ، علي مستوي الجمهورية أكثرهم في صعيد مصر ، ورغم عدم تقبل الناس لها  في بداية مشوارها الكفاحي في سبيل هدفها النيبل في ان تكون ك ” قطرة المطر” تطفئ بها نار جرائم الثار، بأن يكون القاضي العرفي للصلح إمرأة بحكم عادات وتقاليد الصعيد، ولكن أبت الأقدار ان يجعلها الله سبب حقن الكثير من الدماء بسبب جرائم الثار تلك.

والقاضية العرفية ” صفاء عسران” هي إبنة محافظة قنا – مركز نجع حمادي – باحثة ماجستير – بكلية الإعلام – جامعة القاهرة الان. وقاضية عرفية مفوضة من قبل المؤسسات الخيرية والحكومية في الدولة.

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.