أراء وقراءاتاحدث الاخبار

صفعة القرن في مونديال قطر (1) .. الجماهير العربية تحبط المخططات الإسرائيلية

بقلم / الدكتور محمد النجار

رغم مرور (50) عام تقريباً على إتفاقيات السلام بين العرب والكيان الإسرائيلي ،   إستطاعت خلالها  إسرائيل بمساعدة بالولايات المتحدة الأمريكية تحييد الجيوش العربية عن المواجهة المسلحة معها ،  واستطاعت تغيير إستراتيجية تلك الجيوش الى إستراتيجية الإنكفاء على الذات ، ونسيان التفكير في إستعادة أرضها العربية  ومقدسات دينها واسترخاء جنودها وانخفاض مستويات تدريبها ، وعدم استعدادها للمواجهة ظناً بأن الصراع مع اسرائيل قد انتهى. ولكن استيقظ الاسرائيليين على ضقعة قوية وجهتها الجماهير العربية في مونديال قطر 2022 وأحبطت كل مخططاتها للتطبيع .

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية  الصعوبات التي يواجهها مراسلوها أثناء تغطية كأس العالم 2022 في قطر من نبذ من قبل المشجعين العرب وحتى الأجانب. وقال مراسلو يديعوت أحرونوت إنهم فهموا إلى أي حد أن “إسرائيل” مكروهة من العرب،

السلطة الفلسطينية ومساعدة إسرائيل أمنيا

وتحولت السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو للسلام مع اسرائيل ،  الى إحدى أفرع الجهات الأمنية الاسرائيلية ، وتحولت من منظمة مقاومة للإحتلال الى سلطة تساعد الإحتلال في قمع  كفاح الشعب الفلسطيني.

فرح اسرائيل بالتطبيع مع دول الخليج

وساهمت تلك الإتفاقات بعد استرخاء الجيوش العربية المواجهة لإسرائيل الى إقبال دول عربية أخرى ليست لها أي حدود أو صراع مع العدو الصهيوني إلى التطبيع المجاني  ، خاصة دول الخليج العربي التي منحها الله اقتصاديات ضخمة خاصة ” الموقع الاستراتيجي والمقدسات الاسلامية والبترول” .

وأدى تطبيع  دول الخليج  الى تحويل بوصلتها السياسية والأمنية والاقتصادية  صوب إسرائيل ، وإدارة ظهرها لقضية فلسطين وظهيرها العربي والاسلامي .

استعانة الصهاينة بالإعلاميين العرب لتلميع التطبيع

ولم يكتفِ العدو الصهيوني بالإتفاقات العسكرية ، وإنما أراد إلتهام العالم العربي بكل أراضيه وخيراته من المحيط الى الخليج  ، فاستعان ببعض الإعلاميين  والمدونين العرب المأجورين والمستفيدين بحفنة من الدولارات في التعامل مع العدو لتلميع صورته وإخفاء أياديه الملطخة بالدماء في فلسطين وكل دول المواجهة.

قنابل إسرائيل  تقتل أطفال مدرسة بحر البقر

ولا أنسى ذلك الصباح الأسود عندما كنت طفلاً صغيراً والقنابل الرهيبة دون رحمة  تتساقط  من الطائرات الاسرائيلية “أمريكية الصنع”على  مدرسة بحر البقر فأردت الأطفال التلاميذ الصغار قتلى وجرحي غرقى في دماءهم .

 

 

مفاجأة الشعوب للكيان الصهيوني في مونديال قطر

نسيت “اسرائيل”  أو تناست كل هذه  المآسي ،  وظنت أن الشعوب العربية قد نسيت ، بل وركعت لها  ،  ولكنها فوجئت قنواتها الفضائية ومراسلوها في مونديال قطر بمفاجآت  مُذهلة لم تكن في توقعاتهم. فوجئت بكم الرفض الرهيب من كل الجماهير العربية لاسرائيل والتحدث مع أي اسرائيلي  .

بل رفض عمال الفنادق التعاون مع أي شخص يكتشفوا إنه اسرائيلي ..

بل قام سائق تاكسي بإنزال راكب  كان معه إكتشف إنه اسرائيلي .

هكذا الشعوب العربية والاسلامية  التي ترفض السلام مع إسرائيل رغم أن حكومات بعض الدول قد التحقت باتفاقات إبراهام مثل دولة الإمارات والبحرين وغيرها.

حتما سيأتي يوم للمواجهة واستعادة فلسطين والمقدسات

إنها المفاجأة التي أذهلت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والعالمية التي ظنت أن الشعوب العربية والاسلامية قد ماتت أو على الأقل تم تغييبها واستسلمت للحلم الاسرائيلي من النيل إلى الفرات.

لقد أدركت إسرائيل في مونديال قطر شيئا مُذهلا لم تتوقعه ، أدركت أن الشعوب يقظة ولا زالت وستزال تعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق. ولن تفرط في فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحين ، وحتما سيأتي يوم للمواجهة الفعلية معها لاسترداد الأرض والمقدسات .

الفزع يظهر على وجه مراسل اسرائيلي

قلق ومخاوف أسرائيلية

وقد أعربت السلطات الإسرائيلية عن قلقها مما يحدث للإسرائيليين من رفض ومقاطعة جماهير الكرة في قطر.

وأكدت أنها وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة أرسلت لهم “توصيةً بعدم التحدث بالعبرية في الشوارع، وعدم إظهار أيّ علامات تدلّ على هويتهم الإسرائيلية”.

 

سورة بني اسرائيل في القرآن الكريم

كثير من شباب الأمة يقرأون سورة الإسراء التي سُميت أيضا بسورة بني اسرائيل لورود أحوال بني إسرائيل فيها وإفسادهم في الأرض واستيلاء الآشوريين عليهم.  وقريبا كل الشباب سيعودون الى الله ، وسيقرأون سورة “بني إسرائيل”، ويدركون أن الله سبحانه وتعالى منحهم وطنا مقدسا عظيماً في الجزيرة العربية نزلت فيه أعظم الرسالات ، وأن رسالة دينهم الإسلامي مرتبطة بكل الرسالات السابقة :

(((((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)))))) الإسراء التي تسمى سورة بني اسرائيل

عداوتنا ليست لليهود ولكن لمغتصبي مقدسات المسلمين

إننا كمسلمين لا نكره أحدا سواء كان يهوديا أو مسيحيا بل تجمعنا الإخوة الإنسانية ، لكن نرفض من أغتصب أرض المسلمين سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو بوذيا أو  حتى لو كان مسلماً…

أخيرا ..

فلسطين فلسطين .. وليست اسرائيل

رغم أنني غير متابع لكرة القدم منذ زمن بعيد لكن استوقفتني صورة الشباب العربي في مونديال قطر وهتافاتهم القوية  بقضية فلسطين ورفع أعلام فلسطين وعدم رغبتهم في التحدث مع الاسرائليين الذي اغتصبوا أرضهم ومقدساتهم وسفكوا دماء إخوانهم ، فهتفوا بأعلى أصواتهم

“فلسطين فلسطين .. وليست اسرائيل” .

والله الموفق لكل خير

د.محمد النجار

الجمعة 22 جمادي الأولى 1444هـ

الموافق 16-12-2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.