عالم المصريات د. وسيم السيسى فى حوار جرئ مع ( وضوح)
مصر علمت العالم الفلسفة والطب والرياضيات وحقوق الانسان
الحضارة المصرية قامت على ثلاثه دعامات رئيسية
كتبت شيماء عطا
مانعرفه عن مصر القديمة نقطة فى بحر ومن حبنا فى مصر الحبيبة نريد أن نعرف الكثير والكثير عن بلدنا وتاريخنا القديم وكيف كان يعيش المصريين القدماء ، حيث تدور في أذهان المصريين أسئلة كثيرة حول ماضينا العريق ، وللحصول على إجابات شافيه حملناها من عالم المصريات وعاشق مصر الدكتور وسيم السيسي ….
*متى بدأت تبحث وتهتم بعلم المصريات ؟
-بداية الإهتمام كانت فى انجلترا عندما شاهدت شخص زنجى قال لرجل انجليزى لاتتفاخر انا الذى أعطيتك الحضارة فرد الإنجليزى كيف ؟
أنتم أخذتم حضارتكم من الرومان ثم اليونان ثم مصر القديمة وجاء أفلاطون أتعلم الفلسفه وفيثاغورث اتعلم الرياضيات فى مصر فقال الرجل الانجليزى هل انت مصرى قال لا أنا من نيجيريا فى أفريقيا ، فمصر التى أعطتك الحضارة وكنت أول مره أعرف أن بلدى علمت أفلاطون ومن يومها بدأت أقرا ولكن الذى أجبرنى على التعمق حدث غريب ، عندما جاء مريض يشكو من بطنه فطلبت أشعه وظهر أن فى مقص فى بطنه من حوالى 10 سنوات عندما أجرى عملية فالدكتور نسي المقص داخل بطنه ، فجريدة الاهرام عملت ريبورتاج عن الخبر وفوجئت بعدها بالكاتب الصحفى عبدالوهاب مطاوع أستدعانى لكى أكتب فى أصدقاء بريد الاهرام وكتبت معلومات عن مصر مثل أول من اكتشف البلهارسيا (مصر) واول قانون حقوق الانسان (مصر) وغيرها من المعلومات واخترت عنوان وهو (مصر التى لا تعرفونها) .
وكأنى فتحت خزنه فيها قلوب محبي مصر وكل المصريين بدأت تتعلق ، وفوجئت بعدها بالأستاذ محمد عبد المنعم رئيس تحرير روزاليوسف يطلب مقال أسبوعى ،في البداية رفضت فقال هذا واجب قومى بلاش دلع فأشتريت مكتبة كبيرة من الكتب الأجنبية ولكن أخذت أتجاة آخر غير وزارة الاثار.
*ماهى طرق تربية النشئ فى العصر المصرى القديم ؟
-لا يوجد حضارة فى الدنيا استمرت مثل الحضارة المصرية وهى 5000 سنه على الأقل وقامت على ثلاثه دعامات الاولى وهى سيادة القانون “العدل أساس الملك بين الحاكم والمحكوم” فأهم طرق التربية هى سيادة القانون وسر غيابها فى الوقت الحالى هى
1- عدد القضايا بالنسبة للسكان كثيرة
2-البث فى الاحكام بطئ جدا
3- قدره الدولة على تنفيذ الاحكام النهائية عاجزه ؛ لذلك نجد العنف والبلطجه
والدعامه الثانية هى العدالة الاجتماعية فالكل أمام القانون سواسيه بما فيهم الأسرة العشرين كان فيها ملك أسمه رمسيس الثالث كان لديه ابن اسمه بنتأور؛ ووصل للمخبرات المصرية أن هذا الأبن خائن فتشكلت محكمه من 15 قاضى وحكمت بإعدام بنتأور ولما أكتشفت المحكمه ان فى 2من القضاة ولائهم مع القصر حكمت بإعدامهم فأنتحر القاضيين قبل تنفيذ الحكم .
والدعامة الثالثة وهى إحترام المرأه كانوا يطلقون عليها ملكة مقدسة صانعة الرجال والنساء وشريكة الله فى الخلق ، والله قال كلمتة كن فيكون وهى تكمل و ايضا احترام حقوقها لم يكن فى ذلك الوقت مهنه المحامه ولكن كان البند الثالث فى الدستور المصرى القديم ينص على مانسميه الآن “الخلع”
وأتذكر عندما كنت فى امستردام من بضعة ايام اغلقوا السجون لأنهم يطبقوا سيادة القانون لأن مبدأهم أن المخطئ نعيد توجيه لكي يكون إنسان صالح يخدم المجتمع ، وفى السويد القانون يعطى الدولة حق إنفصال الأبناء عن الأباء اذا ثبت أن الأباء لاتصلح للتربية وأذكر أنني أجريت عملية لطفل بالمستشفى وفوجئت بالطفل بيتلفظ أفظع الشتائم وكان يبلغ من العمر 4 سنوات فقلت ماهذا قال الأب الولد بينزل الشارع فقلت له ممكن يلتقط كلمة ولكن هو أكيد بيسمعك بتتلفظ بهذه الشتائم ماهو لو أنت متربى كنت ربيت هذا الطفل
*كيف كان يتم تحويل فكر الانسان المصرى القديم من السلب للايجاب ؟
-يتم ذلك بالبناء أولا الحضارة النهرية حضارة بناء وليست هدم وهى حب وتعاون ووافره كانت تحكى لى زوجتى انها وهى صغيرة عندما كانت تركب القطار مع والدها من محطه الصعيد كان بيتم قصفهم بالقصب مجانا ، فهى حضارة وافره أما الثقافة الرملية فهى ثقافة ندرة يا أنا يا انت علشان نعيش وكان معروف ما قبل الاسلام (بالتصبيح )بمعنى قبيله تصبح قبيله بقتل الرجال والاستيلاء على النساء وكانت ثقافتهم مثل ثقافه (داعش الان)
وفى العصر القديم عيد (طهاره القلوب )فالاسرة المتخصمة مع اسرة ثانية تقوم بعمل فطيرة وتزينها بالفواكه والزهور وتذهب للاسرة المتخاصمه لكى يعم السلام فهى حضارة راقيه
*أي أنهم كانوا بيستمدوا الطاقة الايجابية والطاقة السلبية من الناس المحيطه بهم؟
نعم بكل اسف مصر اتغيرت بعد عام 1967؛ ألاف الناس ذهبت الى دول الخليج والان الصهيونيه العالمية بتلعب لعبة خطيرة ملخصها عندما قال وزير الخارجية نحن قطرة فى محيط الكراهيه وليكن لاسرائيل اليد العليا الا اذا دمرنا 3 دول عراق وسوريا ومصر ونجحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر مايعتمد على غباء الطرف الاخر لذلك نجحوا فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ولكن مصر قدهم وقدود
*ماتعليقك على مذبحة مسجد الروضة بالعريش؟
لم يجدوا استجابة من الاقباط لما ضمروا الكنائس وحرقوا 80 كنيسه وقال البابا تواضروس “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن ” فقالوا نحول الاتجاة على المسلمين مثل ما عملوا فى العراق شيعه وسنه وبالفعل نجحوا فى العراق وفى سوريا أما فى مصر الكتله الصلبه من المسلمين والمسيحين يصعب تفتيها ولكنهم بيحاولوا مثل مايحدث فى الصعيد لكن لابد ان الناس كلها تعرف أن كل الذى يحدث فى الصعيد لصالح اسرائيل واذا كانوا بيحبوا مصر بجد لازم يقضوا على الفتن الموجوده هناك
*كيف نقضي على تلك الفتن ؟
عن طريق أن ينفذ القانون مرة أو مرتين فى بداية حكم محمد على باشا عام 1805م مسلم قتل يونانى مسيحى خلال أسبوع أعلن أمام الناس جميعا المشنقه وأعلن المحافظ محمد كريم أن من يعترض يشنق بجانبه
*ما رأى حضرتك فى إستضافة الاعلامى عماد أديب لارهابى على قناة الحياة ؟
خطا بشع فهذه أمانة الاعلام أزاى تستدر تعاطف الناس بدل ماتأخذه وتشنقه فى ميدان عام يجب أن يكون الاعلام خاضع لرقابه والرقابه خاضعه لرقابه مثل انجلترا وأمستردام نحن نحتاج ثوره فى كل شئ
*كيف نحافظ على هويتنا المصريه ؟
-لا يمكن أن أحب شخص الا لو عرفت عنه كل شئ ولا يمكن أعرف عنه الا بالتنوير فلا يمكن أعرف مصر الا اذا قرات عن المساحات المظلمه بتاريخها الذى يشوهه والذى يتهمه أنه قائم على الظلم وعباده الأوصان مع أن كلمه دين كلمه مصريه قديمه من حرف (د)يعنى 5 وحرف (ن) هى نون شعيره دينيه
*لماذا سميت أولادك أفروديت وساندرا وأورجانوس ؟
أكيد من حبى فى المصريات وولادى بيدفعوا عن مصر دفاع مستميت ومعنى ساندرا مشتقه من ألكسندرا وهى المعينه لنوع الانسان ومعنى أفروديت وهى ربت الحب والجمال أما أبنى الأكبر أورجانوس فهو أسم مصرى كان مدير لجامعه الاسكندريه فى القرن الثانى الميلادى وكان له أفكار متقدمه علشان كده الكنيسه خلعته بينما كان فكره متقدم عن الكنيسه المتخلفه فهو ترجم العهد القديم والجديد الى 4 لغات ثم 6 لغات وقالت دائرة المعارف البريطانية اذا سمعت جمله لأورجانوس ولم يكن لديك ورقة سارع بكتابتها على طرف قميصك
*ما رأى حضرتك فى مايحدث هذه الايام فى الاعلام ؟
-فى مصر القديمة من ألاف السنين خطاب العرش كان يقول الملك لكبير وزراءه أعلم أن الوزارة مره الطعم وليست حلوه أعلم أن الماء والهواء سينقلان لى كل ماتفعل اياك أن تقرب انسانا منك لانه قريب منى او تبعد انسانا عنك لانه بعيد عنى ليكن القرب او البعد بسبب الكفاءه وليس بسبب شئ اخر وبكل اسف انا بحس هذه الايام كاننا فى عصر ما قبل الحملة الفرنسية ليس بالكفاءه اطلاقا وهذا مانراه فى الاعلام وفى جميع المجالات، لى أخت مهندسه أدوات طبيه جامعه عين شمس قالت لى من حوالى 20 سنه كنا طلبنا 30 طبيب وفوجئت بالكشف أمامها أن أسم الدكتور المتقدم وبين قوسين بجانب الأسم (سوزان مبارك) فليس بالكفاءه انما من طرف من ومن المستحيل بلد تتقدم بهذه العقليه وهذا سبب انهيار مصر
*نلاحظ فى هذه الأيام أن أختلاف الأراء يولد عداوه فمن وجه نظر سيادتكم ماهى قواعد الاختلاف ؟
-(ابن رشد) كان له رأى جميل فى مسائل الرأى يقول لا تناقش المسائل السياسية او الدينية الا فى مجتمعات أقل عدد ممكن لان فى المجتمعات الصغيرة تخضع لاصوابها فكره ولكن فى المجتعات الكبيره تخضع لأعلاها صوتا والمساحات المظلمه فى المسائل السياسية والدينية كبيره جدا بينما المساحات المظلمه فى الوقائع التاريخيه قليله ومن هنا الخلاف كثير فى المسائل السياسية او الدينية ومثال من يختلف ان الخديوى توفيق الخائن طرد عرابى من الجيش فهنا الناس تختلف اذا كان تصرفه صح او خطأ ولذلك أستاذ يوسف زيدان أخطئ عندما أعطى رأيه فى صلاح الدين الأيوبى أنه أحقر شخصية فى التاريخ وهو يذكر وقائع الاسكندرية عندما علق 3000 مصرى على الشجر وفى أسيوط علق 5000 فمن المفترض حين يذكر وقائع لا أحد يناقش ، انما حين يذكر رأى فالناس تختلف معه فى الرأى .
*كيف سيعود الحوار الجيد ؟
عندما نلتزم بالحوار الجيد وهو بالتخلص من السخرية والاهانة فى الحوار وان يكون النقد بناء بمعنى انه يعتمد على ذكر الايجابيات والسلبيات وطرق العلاج فعندما نذكر الايجابيات والسلبيات معا فهذا هو النقد البناء (فالاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضيه ) هذا صحيح لو متفقين على هدف واحد مثال عندما نتفق كيف تتقدم مصر
هل وزاره الثقافه ووزير الثقافه خالد عنانى أستجابوا لنداءك بخصوص اكتشاف وادى الملوك بين منطقه الصف وأطفيح ؟
لا يوجد استجابه يبدو أن الموضوع أعمق وأكبر مما أتصور حتى المحامى أستاذ عمر صاحب الاكتشاف ساكت مش عارف ليه
*ماهو الحل لتنشيط السياحه ؟
-عندما نستقبل السائح فى مصر ونعطيه كارت به خمس تليفونات لو قابلتك اى مشكله أتصل بشرطه السياحه وهى هتستجيب فورا ، من حوالى عدة سنوات كانت برفقتنا سيدة انجليزية بمدينة الأقصر قالت لى بسخرية هل تتصور هؤلاء المتسولون بهذه الملابس المقطعه هم أعمده وأحفاد الكرنك فهذه الفضائح سهل أنها تتلم لو أردنا الاصلاح ويجب التعيين فى شرطه السياحه بالكفاءه وليس بالمحسوبيه التعيين فى الطب لابد من حصول الشخص على دكتوراه وخبره لعلاج الافراد ، فما بالك من الأشخاص المسؤله عن علاج شعوب .
*ما رأيكم فى بعد الشباب عن لغتنا العربية واستخدام لغة الفرانكو واللغات الأجنبية ؟
– ذلك ناجم عن قله القراءه وعدم تشجيعهم عليها حتى تجدى عندما يكتب رساله يكتبها سماعى مثل ماهو سمعها فممكن يضع حرف (ذ) بدل (ز) مثل أزيك وأيضا لابد من الاهتمام بنطق العربى الصحيح بالاذاعه والتليفزيون وليس هناك خطوره على اللغة العربية لان حتى لو دخلت كلمات أجنبية المهم النحو فعلماء اللغة يقولون أن العامية المصرية هى مصرية قديمة ومثال على ذلك كان أسم الاشارة بعد الأسم (الرجل هذا ) ؛ (البنت هذه ) لكن فى العربية الفصحى أسم الاشارة قبل الأسم (هذه الفتاة) وكل لغة دخل بها كلمات أجنبية وهتستغربى لو قلت لكى فى الأنجليزيه كلمه cotton مشتقة من قطن باللغة العربية وكلمة sugar مشتقة من سكر وهذا سبب من أسباب قوة اللغة الانجليزية انها بتاخذ من اللغات الأخرى ونحن سبب من أسباب أن لغتنا العربية صعبة فبنحاول أن كل كلمة أجنبية بندورلها على مرادف عربى فمثلا كلمة (معتكله ) بحثت عن مرادفها بالفرنسية (البنكرياس ) وباللغة الانجليزية بنكرياس وفى كل لغات العالم أسمها بنكرياس فلماذا تصعب اللغة والان فى علوم تسمى تبسيط العلوم
*نفهم من هذا أن اللغة العربية صعبة ؟
-نحن الذى نصعبها نقدر نأخذ منها السهل فيها مرادفات كثيرة مثلا كلمة الأسد لها مائه مرادف خذ أسهلهم
*لماذا تقيم ندوات كثيرة لكن ينقصها شباب ؟
لاحظت فى مؤتمر شرم الشيخ أن فى تقارب كبير بينى وبين الشباب فى التفكير وكنت سعيد جدا بتواجدى معهم وجدت أن التباعد بين الأجيال ليس بسبب الفارق العمرى انما بسبب الفارق الفكرى فاحيانا نلاحظ انا أثنين متقاربين فى العمر ولكن متباعدين جدا فى الفكر فتقسم الأعمار لعمر زمنى وعمر بيولوجى وفى عمر عقلى وهذا التى تلجأ اليه اليابان فبنلاحظ أن الفصل الواحد يوجد به طفل 4 سنوات ، 5 سنوات ، 6 سنوات وكلهم عمر عقلى 5 سنوات بيجمعوا أصحاب العمر العقلى الواحد لكى تكون قدراتهم على الفهم واحده
*هل من الممكن أن تقيم ندوات خاصه للشباب؟
-بكل سرور أنا عندى استعداد ونناقش مشاكلهم ونحاول حلها هذه فكرة جيدة لأن هذا الزرع يثمر فيهم لذلك يقال التعلم فى الصغر كالنقش على الحجر والتعلم فى الكبر كالنقش على صفحه الماء وهذا ماتركه لنا القدماء المصريين الحفر بالبارز وبالغائر والناس بتستغرب ليه بالغائر لأن وجدوا أن الحفر بالبارز لما بتمر مئات السنين عليه الرياح بما فيها من رمال بتمحيها انما بالغائر فتتحدى الزمن ولا تستطيع الرياح والرمال أن تمحيها .
