الصراط المستقيم

عام جديد “بشرى وأمل”

كتب:أبو عائش د.عبد المنعم إبراهيم

 

ثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
” ابشروا وأمِّلوا ما يسركم ”

قال الحافظ بن حجر في الفتح:
وفيه البشرى من الإمام لاتباعه وتوسيع أملهم منه
فتح الباري ( ٦ / ٢٦٣ )

وقال الله تعالى:

(وأنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
[البقرة 195]

قال ابن سيرين :
الالقاء الي التهلكة هو القنوت من رحمة الله

معالم التنزيل للبغوى
( ١ / ٢١٧ )

 

وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
[الشورى 28]

وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
[الشورى 28]

وقوله تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} يقول ابن كثير رحمه الله تعالى:
أي: من بعد إياس الناس من نزول المطر، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه؛ كقوله عز وجل:
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} تفسير : [الروم: 49] وقوله جل جلاله: {وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ} أي: يعم بها الوجود على أهل ذلك القطر وتلك الناحية. قال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين قحط المطر، وقنط الناس، فقال عمر رضي الله عنه: مطرتم، ثم قرأ: { وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ}
أي: هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ ، فَقَالَ : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا .
فَلَمَّا انْصَرَفَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ :
يَا مُحَمَّدُ ، لا تُقْنِطْ عِبَادِي ، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَبْشِرُوا وَقَارِبُوا وَسَدِّدُوا ” .

اخرجه بن حبان في صحيحه برقم ( ١١٣ )
وحسنه الالباني في الصحيحة ( ٣١٩٤ )

وقد دل كل ما ذكرنا من آيات وأحاديث وأقوال سلفنا الصالح على استحباب البشرى والأمل فيما هو قادم خصوصا ونحن في بدايات عام هجري جديد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.