أراء وقراءات

على نياتكم ترزقون

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

مع بداية حياتك العملية تقابل كثير من الاشخاص التي ستتعامل معها. فتجد ناس تتعامل معها بنية صافية ،فتقابل من يتظاهر بمحبتك وهو بداخله يريد أن يبعدك من طريقه ،باعتقاده أنك لو بعدت من طريقه سيصل إلى أعلى المناصب، ونسي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ). رواه الترمذي

 تذكر أدائما أن لا أحد يأخذ مكان أحد ولا رزق أحد، فكل واحد بيأخذ رزقه ونصيبه ، ولكن معرضين نرى أشخاص تحارب على رزق أو منصب ، ولكن عليك بالاجتهاد  .ومن الاقوال المأثورة “اجرى  ‏يا‏  ‏ابن ‏آدم‏  ‏جرى  ‏الوحوش وغير‏ ‏رزقك‏  ‏لم‏ ‏تحوش ” وكأن‏ هذا ‏المثل‏ ‏إذ‏ ‏يؤكد‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏الأخذ‏ ‏فى ‏الأسباب‏ ‏بمنتهى ‏الجدية‏ ‏والعرق‏، ‏يؤكد‏ ‏أيضا‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏التسليم‏ ‏بالنتائج‏، ‏لا‏ ‏الاستسلام‏ ‏لها‏، ‏فالتسليم‏ هو‏ ‏مبادرة‏ ‏بالتأهب‏ ‏لقرار‏ ‏جديد‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏جديد.

ولابد من التنبيه على أن النية الصالحة بمجردها بدون كد ولا تعب ولا بذل أسباب لا تكفي. بل لابد معها من العمل وطرق أبواب الرزق الحلال .فالمطلوب من العبد أن يُصلح نيته في طلب الرزق ويسعى فيه والله سبحانه وتعالى يفتح له أبواب الرزق ويبارك له فيما رزقه ، وايضا أثناء السعي للرزق لاتبالي  بمن حولك من أعداء النجاح فسوف تجد كثير من العناصر الهدامة فلا تنظر لها ودائما تمسك بالحدث الشريف ،فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .

ومن الاحاديث القدسية يقول الله تعالى :” يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب ،وقسمت لك رزقك فلا تتعب. فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا . وان لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ،ثم لا يكون لك منها الا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما”.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” انما الاعمال بالنيات وانما لكل أمرئ ما نوى ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وصدق قول القائل  “وعلى نياتكم ترزقون”. وعليه احسنوا نواياكم فعلى نياتكم ترزقون وتوكلوا على الله وكفى بالله وكيلا . ولا تنظروا لأي عناصر هدامة حولكم طالما نواياكم صالحة لوجه الله حتى لا يختفي بريق الذهب .

10 من يناير 2021م

                   هاله أبو القاسم عبد الحميد
                     موجهة بالتربية والتعليم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.