تقارير وتحقيقات

عمر المختار….شيخ المجاهدين

كتب/خالد طلب عجلان

 

ولد عمرالمختار عام 1862 في قرية زاوية جنزور في إقليم برقة شرقي ليبيا وتوفي والده وهو صغير، وتعلم القرآن، ثم انتقل فيما بعد إلى معقل السنوسية في واحة الجغبوب حيث درس على أيدي كبار مشايخها.

 

وفي عام1897 كلفه المهدي السنوسي بأن يكون شيخا لبلدة تسمى زاوية القصور ليحصل على لقب “سيدي” ككل شيوخ السنوسية الكبار.

 

وانتقل المختار بعد ذلك إلى السودان لينشر دعوة السنوسية حيث أقام المختار في “قرو” غربي السودان، ثم عينه المهدي شيخا لزاوية “عين كلك” حيث حصل على لقب “أسد الصحراء”، لمدافعته عن مريديه وطلابه في الرحلة ضد أسد هددهم وعاد برأسه على جواده.

 

 

وبعد وفاة محمد المهدي السنوسي عام 1902، عاد المختار مجددا إلى برقة ليعين مجددا شيخا لبلدة زاوية القصور.

 

وقبل حربه ضد الإيطاليين بسنوات قاتل المختار البريطانيين أيضا على الحدود المصرية الليبية، في مناطق البردية والسلوم ومساعد، وخاض معركة السلوم عام 1908، التي انتهت بوقوع البلدة في أيدي البريطانيين.

 

كما شارك في القتال الذي نشب بين السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان، إضافة إلى قتال الفرنسيين عندما بدأ استعمارهم لتشاد عام 1900.

 

وفي عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت تحكم ليبيا وقتها ودخلت قواتها للأراضي الليبية، وفي عام 1912 أعلنت روما ليبيا مستعمرة إيطالية، فقاد المختار، ابن الـ 53 عاما حينها، المقاومة لنحو 20 عاما أوقع خلالها خسائر فادحة بصفوف الفاشية.

 

واشتعلت المعارك بين المقاومة والاحتلال الإيطالي، خاصة بعد أن باعت إسطنبول الليبيين باتفاقية تبادل مع روما المعروفة بأوشي لوزان عام 1912.

 

وسجل التاريخ انتصارات للمختار أبرزها معركة درنة فى مايو 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بوشمال بعين ماره أكتوبر 1913، و”أم شخنب” وشلظيمة والزويتينة فبراير 1914.

 

 

وبعد سيطرة الفاشية على الحكم في إيطاليا تدهورت الأوضاع حيث صعدوا عملياتهم العسكرية ضد المقاومة، وأرادت منع طريق الإمداد عنهم فاحتلت واحة الجغبوب، لكن ذلك لم يحل دون تصاعد عمليات المقاومة.

 

ولأن المختار كان رجل سلام قبل بعرض الحاكم العسكري الإيطالي بادوليو يناير عام 1929 بإبرام هدنة لشهرين مقابل عودة الأمير محمد إدريس السنوسي وانسحاب الإيطاليين من الجغبوب والعفو العام عن كل المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم، ولكن الإيطاليين لم ينفذوا بنود الهدنة.

 

وعندما اكتشف المختار أن الإيطاليين يريدون كسب الوقت صعد من عمليات المقاومة وقال جملته الشهيرة “ما أردتم السلام أبدا إنما أردتم الوقت”.

 

بعد ذلك عين حاكم إيطاليا حينها بينيتو أندريا موسوليني الجنرال غراتسيانى محل بادوليو واشتدت المعارك إلى أن نجح الإيطاليون في 11 سبتمبر 1931 في أسر عمر المختار بعد معركة قتل فيها حصانه وكسرت نظارته.

 

ونقل المختار إلى بنغازي حيث انعقدت محكمة خاصة في 15 سبتمبر وصدر حكم الإعدام شنقا، وفي صباح اليوم التالي تم التنفيذ أمام القرويين.

 

وظل المختار رمزا يناجيه الليبيون لشكوى ما يواجهون في الحياة وكتب عنه العديد من الكتب والرسائل العلمية والقصائد وصورت إيطاليا فيلما لتخليد ذكراه والاعتذار عن إعدامه حتى الآن.

عمر المختار....شيخ المجاهدين 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.