احدث الاخبار

غضب متصاعد في إسرائيل بعد نشر فيديو لجندي قُتل في غزة

تسجيل نتنياهو مع الحاخام "هيرش" يثير الصدمة ويفضح تطرفه

كتب / محمد السيد راشد


شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية موجة من الغضب والجدل الواسع بعد نشر فيديو لجندي إسرائيلي قتل في غزة، بالتزامن مع تسريب تسجيل صوتي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال حديثه مع الحاخام الحريدي “هيرش”، ما كشف عن ضغوط كبيرة داخل الائتلاف الحاكم وفتح النار مجددًا على ملف إعفاء “الحريديم” من الخدمة العسكرية.

صورة الجندي القتيل تشعل الرأي العام

نشرت الصحف العبرية، وعلى رأسها صحيفة عاريف عبر الكاتب بن كسبيت، صورة الجندي “ألون باركس” الذي قتل خلال خدمته في قطاع غزة، بعد مشاركته في أكثر من 300 يوم في صفوف الاحتياط ضمن كتيبة 6646 التابعة للواء “ثعالب الهاوية”. الجندي، الذي كان دائمًا في مقدمة القتال، تحول إلى رمز لحجم التضحيات التي يقدمها الجنود، مقابل امتيازات يحصل عليها الحريديم دون المشاركة في عبء الخدمة العسكرية.

تسجيل نتنياهو مع الحاخام “هيرش”

زاد من الغضب الشعبي والسياسي، تسريب تسجيل صوتي لنتنياهو خلال حديثه مع الحاخام الحريدي “هيرش” باللغة الإنجليزية، بثته القناة 13 عبر الصحفي ليئور كينان، حيث قال نتنياهو بالحرف إنه أقال رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع فقط لإزالة العوائق أمام تمرير قانون إعفاء الحريديم من التجنيد.

أعاد بن كسبيت الاستماع للتسجيل ثلاث مرات، مؤكدًا أن ما ورد فيه يصعب تصديقه، حيث يعترف نتنياهو بأن التغييرات التي أجراها داخل القيادة العسكرية لم تكن لدواعٍ أمنية أو عملياتية، بل لإرضاء الحريديم، الذين لا يشاركون في الخدمة العسكرية ويتمتعون بامتيازات واسعة.

نتنياهو في مرمى الانتقادات

في مقاله، وصف بن كسبيت نتنياهو بأنه “يحترق سياسيًا”، فقد تجاوز جميع الخطوط الحمراء الأخلاقية والوطنية. ففي ظل حرب مفتوحة على عدة جبهات، وسقوط نحو 2000 قتيل وآلاف الجرحى ومبتوري الأطراف، لا يزال نتنياهو منشغلًا بتثبيت أركان حكمه بإرضاء الحريديم على حساب أمن الدولة.

واعتبر الكاتب أن نتنياهو تصرف كمن “يفتقر إلى أي احترام لذاته، ويحرق كل الكوابح”، وأنه مستعد لفعل أي شيء، حتى على حساب المؤسسة العسكرية، ليضمن بقاءه السياسي.

الحريديم في مرمى الغضب الشعبي

كشف المقال أن فئة الحريديم بدأت تدرك أن التحالف مع نتنياهو أضر بها أكثر مما نفعها، وأن تكديس الامتيازات والتهرب من الخدمة العسكرية خلق كراهية مجتمعية متصاعدة ضدهم، بعد أن أصبحت مشاركتهم في الدولة لا تتجاوز الاستفادة من الامتيازات.

وبحسب الكاتب، فإن “آرييه ديري”، أحد أبرز الزعماء الحريديم، بات في موقف معقد، إذ أن ارتباطه بنتنياهو يضعه بين خيارين أحلاهما مر: إما التخلي عن نتنياهو وخسارة قاعدته الشعبية، أو الاستمرار في دعم حكومة تتجه نحو الانهيار.

المعارضة غائبة… ونتنياهو يناور

رغم الضجة السياسية، إلا أن المعارضة الإسرائيلية، وكما اعتاد عليها الشعب، بدت نائمة مرة أخرى، حيث فشلت في تقديم اقتراح مبكر لحل الكنيست قبل الموعد النهائي المتعلق بملف الحريديم. التأخير أتاح لنتنياهو مساحة أسبوع كامل لمواصلة المناورة السياسية.

واختتم بن كسبيت مقاله بتحذير صريح: “حتى القط ذو التسع أرواح يصطدم في النهاية بالسيارة العاشرة”، في إشارة إلى أن نتنياهو قد يكون قد استنفد رصيده من الحيل والمراوغات، وأن لحظة الحقيقة باتت قريبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى