أراء وقراءات

فقه الأضحية .. (٢) الحث على الأضحية

بقلم / د.محمد صلاح شلبي

الأضحية من أعظم الشعائر التى يتقرب بها إلى الله فى أيام ذى الحجة وهى إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل وقد ورد فى فضلها الكثير من الأحاديث نذكر منها:

1-هى من أحب الأعمال إلى الله فى يوم النحر:

عن عائشة رضى الله عنها :أن النبى  قال:”ما عملَ آدمى من عمل يومَ النحْر أحبَ إلى الله من إهْراقِ الدم وإنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظْلافها وإن الدم ليقع من الله تعالى بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا” (1)

2-تأتى يوم القيامة على الصفة التى ذبحت عليها ويقع دمها بمكان من القبول قبل أن يقع على الأرض:

قال رسول الله :”..وإنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله تعالى بمكان قبل أن يقع على الأرض…”وفى لفظ :”…فإن الدم وإن وقع فى التراب فإنما يقع فى حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة”(2)

3-سنة أبينا إبراهيم:

قال تعالى فى سورة الصافات: ﴿فلما بلغَ معه السعىَ قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين.فلما أسلما َوتلهُ للجبين .وناديناه أن يا إبراهيمُ قد َصَدقتَ الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين.إن هذا لهو البلاء المبين.وفديناه بذبحٍ عظيم .وتركنا عليه فى الآخرين.سلامٌ على إبراهيم .كذلك نجزى المحسنين﴾ 102-110

ــــــــــــ

(1) أخرجه ابن ماجه (3126) والترمذى (1493) وقال :هذا حديث حسن غريب ،والحاكم من حديث عائشة(4/260)،المقصود من( إهراق الدم):لازمه وهو الذبح،(بمكان):أى له موقع عظيم عند الله ،وهو كناية عن القبول.

(2)أخرجه عبد الرزاق فى المصنف برقم 8167 ،وابن عبد البر فى التمهيد 22/193

وعن زيد بن أرقم قال:”قلت أو قالوا:يا رسول الله ما هذه الأضاحى؟ قال:سنة أبيكم إبراهيم، قالوا:ما لنا منها؟ قال:”بكل شعرة حسنة”، قالوا: فالصوف؟ قال:”بكل شعرة من الصوف حسنة”.(1)

4-بأول قطرة منها يغفر ما قد سلف من الذنوب:

عن أبى سعيد :أن النبى  قال لفاطمة رضى الله عنها:”قومى إلى أضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة منها يغفر لك ما سلف من ذنوبك”.(2)

5-أفضل الصدقة بعد صلة الرحم:

عن ابن عباس رضى الله عنه قال : قال رسول الله :”ما من نفقة بعد صلة الرحم أفضل عند الله من إهراق الدم”(3)

6-هى المطايا على الصراط:

قال :استفرهوا ضحاياكم،فإنها مطاياكم على الصراط.(4)

وبذكرنا هذه الأحاديث التى بعضها حسن والآخر ضعيف نكون قد رددنا على من ينفى أن يكون هناك حديث ثابت فى فضل الأضحية ،فالحديث الحسن يؤخذ منه الحكم الشرعى كالصحيح فما بالكم ونحن بصدد ذكر فضائل بل إن الحديث الضعيف عند علماء المصطلح يأخذ به فى الفضائل والمناقب بشروط ثلاثة كما هو معروف.

ــــــــــــــ

(1)أخرجه أحمد وابن ماجه ، وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب.

(2)أخرجه الحاكم وأعله ابن أبى حاتم فى العلل.

(3)أخرجه ابن عبد البر فى التمهيد 193/22

(4) ذكره الديلمى فى فردوس الأخبار برقم 267 ،وقال عنه ابن حجر فى تسديد القوس أسنده عن طريق ابن المبارك عن يحيى ابن عبد الله عن أبيه عن أبى هريرة.وذكره السيوطى فى الجامع الصغير برقم 992 وعلم عليه بالضعف.

 

د.محمد صلاح شلبي

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.