أراء وقراءاتالعراقمصر

في حب مصر.. نصر أكتوبر العظيم

 

بقلم د. علاء التميمي

تتنفس الرجولة العربية عمرًا جديدًا في كل عام بمناسبة نصر أكتوبر العظيم فترى كل عربى شهم يطبع فى هذا اليوم قبلة على كل خوذة أبية، ويزجى تحية لكل مقدام غيور ويسيل ترحمًا على روح من انتشل بدمه الطهور مصير أمة.
أبطال أكتوبر هم من لبسوا القلوب على الدروع وتسببوا بفتح جرحًا غائرًا في الوجدان الاسرائيلي إلى الآن لم يندمل وأسقطوا أسطورة تفوق العدو وحطموا خرافة خط بارليف وغيروا استراتيجيات عسكرية درجت عليها جيوش العالم وأعطوها دروسًا رائعة فى المناورة وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء.
مصر العروبة أرض الكنانة تلك التى فى يدها صولجان الحضارة وبين ثنايا أرضها الرسولية تغفو أسرار التاريخ… كلما تناسلت فى خاصرتها خناجر الحاقدين تنتصب كالجبل الأشم تتحدى الأوغاد وتتأهب لوثبة كبرى وفق مقاساتها العملاقة فيما أعداؤها وشانئوها تبتلعهم مزابل التاريخ… أما النشامى الباذلون من أبنائها فكل جنباتهم مروءات وعطاءات لم تزل نفحاتها الزاكيات تتلمس مجراها بين المهج والأرواح وقد خطوا أمجادًا كتبتها الدهور بمداد من دم ونور.
وتستحضر بلدي بغداد السلام بذكرى النصر مشاركة صقورها من سربى طائرات (هوكر هنتر) اللذين تمركزا قبل اندلاع الحرب بستة أشهر فى محافظة (المنوفية) فضلا عن نحو (١٢٠) ضابطا وضابط صف من الفنيين والإداريين والمسيطرين الجويين. ولطالما استذكر أشقاؤنا المصريون مهنية وبسالة وبراعة طيارينا العراقيين وقد زارهم الرئيس (السادات) قبل الحرب زيارة سرية كما منح البعض منهم فيما بعد أنواطًا للشجاعة وزج بهم فى الضربة الجوية المركزة الأولى صبيحة السادس من أكتوبر ١٩٧٣م واستشهد منهم (٣) طيارين وقذف اثنان منهم نفسيهما من طائرتيهما بعد إصابتهما من قبل العدو الاسرائيلي، كما تم أسر ثلاثة طياريين سقطوا فى أرض العدو. ومما يدل على فاعلية الطائرات العراقية هو أن القطعات الأرضية المصرية كانت تطالب قياداتها بالإسناد من قبل الطياريين العراقيين وقد خسرت القوة الجوية العراقية (٨) طائرات على الجبهة المصرية.
انا في العراق فقد خرجت الجماهير العراقية عن بكرة أبيها إلى شوارع المدن العراقية تأييدًا للمشاركة فى حرب التحرير وابتهاجًا بالعبور واستعدادًا للتطوع وتلبية نداء الواجب القومي. وهكذا قدر لبلدينا الشقيقين أن يقفا فى كل مرة فى خندق العزة والكرامة لمقارعة القوى الغاشمة الغاصبة من كل متزر بالشر وسادر فى الغيّ ومولع بالعدوان ولعل الدرس الأبلغ الذى وعته الأمة من نصر أكتوبر العظيم أنها لو تكاتف أبناؤها وتضامن زعماؤها واستنفرت طاقاتها فلن يقف بوجهها عدو آثم ولا مستكبر متغطرس مهما كان مدعومًا من القوى المسماة بـ(العظمى) وأنها – أى الأمة- قد تمرض ولكنها لن تموت وكيف لا وهى خير أمة أخرجت للناس كما أرادها الله سبحانه.
سنطوى هذا العيد وسنرقب أعيادًا مصرية تثلج الصدور… زاخرة بالمنجزات ومفعمة بالتحولات ولكن هذه المرة على أيدى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو الزعيم الاستثنائى الذى أنجبته مصر العظيمة من أجل صيرورة نهضوية عملاقة ستضع البلاد خلال المدى المنظور فى ركب الدول المتقدمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.