أراء وقراءات

قراءة في كتاب … ترومان واليهود الأمريكيون وأصول الصراع العربي – الإسرائيلي

كتب – محمد السيد راشد

بالتمعن في كتاب” جون ب جوديس “تجد ان نزعة جابوتنسكي العسكرية انبثقت جزئيًا من رؤيته الأكثر واقعية للصراع بين الصهيونية والقومية العربية.

فبينما اعتقد وايزمان بإمكانية استمالة العرب، ورسم بن غوريون وغيره من الصهاينة العماليين تمييزًا زائفًا بين الأفندية العرب، الذين اعتبروهم مصدر معارضة الصهيونية، والبروليتاريا العربية، التي اعتبروها حلفاء محتملين، أصرّ جابوتنسكي على أن القومية العربية حقيقية، وأن اليهود لن ينجحوا في الاستيلاء على فلسطين إلا بهزيمة العرب أو ترهيبهم عسكريًا.

 وقد شبّه عرب فلسطين صراحةً بالأزتيك في المكسيك أو الهنود الحمر في الولايات المتحدة الذين كانوا مصممين على صدّ الغزاة الاستعماريين.

وكتب: “لم يكن هناك سوء فهم بين اليهودي والعربي، بل صراع طبيعي”.  رأى جابوتنسكي أن على اليهود في فلسطين إيلاء أولوية أكبر لتأسيس قوة دفاعية ضخمة بدلاً من “بناء الأرض”.

 وكتب جابوتنسكي عام ١٩٢٣: “ينبغي لهذه القوة العسكرية أن تُشيّد جدارًا حديديًا منيعًا لا يستطيع الفلسطينيون العرب اختراقه.

 يجب إنهاء الاستيطان الصهيوني، حتى وإن كان محدودًا للغاية، أو تنفيذه في تحدٍّ لإرادة السكان الأصليين [الفلسطينيين].

وبالتالي، يمكن لهذا الاستيطان أن يستمر ويتطور تحت حماية قوة مستقلة عن السكان المحليين – جدار حديدي لا يستطيع السكان الأصليون [الفلسطينيون] اختراقه”.

أو كما كتب جابوتنسكي لاحقًا: “لن يأتي المسيح في صورة رجل فقير يركب حمارًا،سيأتي المسيح، كجميع المسيحان، راكبًا دبابة، يُلقي خطبه على الشعب”.

و في يافا في ديسمبر 1918، اقترح ويلانسكي، المتحالف مع جابوتنسكي، أن على الصهاينة أن يتنحوا جانبًا عن المسائل الأخلاقية عند النظر في جدوى تأسيس دولة يهودية وكيفية القيام بذلك. لم يتجاهل جابوتنسكي المسائل الأخلاقية.

ففي مقال نُشر عام 1923 بعنوان “أخلاقيات الجدار الحديدي”، حاول جابوتنسكي تبرير الصهيونية دون إخفاء دوافعها أو إثارة أوهام حول خصومها. وخلافًا لويزمان أو الصهاينة العماليين، أقر جابوتنسكي بأننا “نسعى إلى استعمار بلد ضد رغبة سكانه، أي بالقوة”. وكتب جابوتنسكي أن هذه الحقيقة كانت أساس الادعاء بأن الصهيونية نفسها “غير أخلاقية”.

 لكن جابوتنسكي جادل بأن ما بدا غير أخلاقي كان في هذه الحالة مبررًا.

الترجمه ليست منقوله عن نسخته العربيه بل من اصله الانجليزيه.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى