قهر الفراق
بقلم / ا.د. نادية حجازي نعمان
في يوم السبت 21 ديسمبر 2019 تلقيت بمزيد من الحزن والأسى وأنهار الدموع تلقيت نبأ وفاة عمي ..ذهب أبي وذهب إليه أعمامي وأولاد عمومتهم وذهب فوزي عميد عائلة نعمان آخر الكبار …أعلم أنه لن يبق أحد وأعلم جيدًا أن الجيل التالي لهم أيضًا ذاهب ولن يبق إلا الواحد القهار ولكنه الموت …نعم إنه الموت الذى سماه رب العباد فى كتابه العزيز “مصيبة الموت” …حقًا إنها مصيبة بكل المقاييس والمعايير .
طرح الله فيكم البركة جيل نعمان التالي لنكملوا المسيرة لهذه العائلة التى أفتخر بالإنتماء إليها ….مسيرة على نفس منهجهم الذى علمونا وربونا عليه . أعرف كم هو المصاب ولكن علينا أن نشد من أزرنا لإكمال مسيرتهم الرائعة .
ذكرتني اللحظات الآن بفقد أبي وأشعر بمرارة فراقه و كأنه توفى الآن …تنهمر دموعي وصورة أبي أمامي وهو فى عربة الإسعاف التى كانت تقله من الأسكندرية للقاهرة لعمل عملية قلب مفتوح….كانت السيارة بمثابة عناية مركزة وكان أخي إلى جانبه ونحن نتبعهم فى سيارة خلفهم ….لا تذهب صورة أبي من أمام عيني وهو يحاول ان يرفع رأسه وينظر للخلف ليطمئن على أن سيارتنا خلفه وأننا بخير… كل مرة لم يكن أبي يرانا كان يشاور لأخي ليحدثنا على الموبايل ليطمئن …لا أستطيع حصر المرات التي حدثني فيها أخي ليقول أنتم فين بابا عايز يطمن عليكم…. ياااااااه ….هوه مين اللي عايز يطمن ع التاني ويكرر أخي إن أبي يطلب أن تظل سيارتنا وراء سيارة الإسعاف مباشرة دون فاصل بسيارات.
طابت نومتك يا أبي وطابت نومة عمي الليلة وكل ليلة وطابت نومة كل من توفى من عائلتك يا أبي ونومة كل أموات المسلمين .
إسمُك ياأبي كما عاهدتُ نفسي طوال عمري سيظل ملاصق لإسمي ولن يبعد عنه أبدا قيد أنملة وسأظل أكتبه إلى مماتي قبل اسم العائلة ولن يبعد عن إسمي أبدًا إن شاء الله