قوانين قراءة التاريخ ( 3 ) بقلم : عصام زايد
للسنن الإلهية قوانين فاعلة تعمل من خلالها علينا تلمسها
لكل سنة قانون وحتي يتم تفعيلها لابد من تلمس قانون الحركة الخاص بها من السهل أن نقول أننا نتعبد الله سبحانه و تعالي بسنة الآخذ بالأسباب أو أننا نؤمن بسنة التدافع و الإستبدال و غيرهما ،و نحن نجهل أن تلك السنن لها قوانين فاعله حتي تفعل .. إذا نظرنا اليوم لحال الأمه الإسلاميه وما صارت إليه نقول أين نصر الله ؟ اليس الله بناصر عباده المؤمنين ! أين وعد الله بإجابه الدعاء ونحن نقوم في الثلث الأخير من الليل تلمساً للإجابه .. لماذا هذا التأخير الذي يصيبنا أحيانا بالإحباط و يزلزل أقواما آخرين؟.
كثير منا، إلا من رحم الله ،يدور بطريقه أو بأخري مع تلك التساؤلات و الهواجس .. قد يجد إجابه هنا أو هناك .. وقد يتلمس طريقه في كتب الترقيق أو العقيده و بقراءة القرآن و لكن ما تزال في النفس شوائب …
الله سبحانه وتعالي عندما خلق الكون خلق لكل قوة فاعله قوانينها إن تحققت أثمرت القوة في الإتجاه الصحيح … البيئه لها قانون عندما إختل فقدنا التوازن البيئي أصبح عندنا مشاكل في الإنبعاث الحراري و مشاكل في الزراعه لإختلال الفصول السنويه …
وحتي يعود للبيئه إتزانها لابد من علاج الخلل الذي أدي لذلك … هل سينفع هنا كثرة الدعاء و قيام الليل بدون التصحيح الإجرائي …
سأنتقل هنا إلي مثال سنة النجاة و النصرة لنتلمس كيف تعمل من خلال أحد قوانينها يقول الله تعالي ” وكذلك ننجي المؤمنين ”
إنه وعد من الله تعالي أن ينجي المؤمنين و لقد وردت تلك السنة في سورة الأنبياء في معرض الحديث عن قصه سيدنا يونس إذ قال الله تعالي
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
أنتبه معي للخطوات الأربعة التاليه التي تمت
الأولي من نبي صاحب دعوه:”ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ”
الثانيه من الله تعالي : وهي التعزير الآلهي أن أرسله للظلمات في بطن الحوت
الثالثة من النبي : وقد انتبه لخطأه ودعي بكل جوارحه ” لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”
الرابعةمن الله تعالي : عند صدق الإعتراف الكامل بالخطأ وحسن التوجه لله تعالي “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”
دقق معي،
وقع الخطأ،
ثم تم الإعتراف به بصدق وعدالة داخلية متجردة من الهوي،
ثم تم تفعيل أحد قوانين النصرة وهو هنا الدعاء عندما تقطعت السبل
فتحققت السنة الربانية في النصرة ” وكذلك ننجي المؤمنين “.
وحتي يتحقق الفهم الواضح لمقصدي هنا أقول
أن الأخذ بقانون الدعاء لدفع البلاء و النصرة لم تكن لتجدي لولا قوانين حاكمة معها هنا وهي التجرد و العدالة الداخلية و الصدق مع النفس. عندما تم تفعيل القوانين السابقة فعلت سنة النصرة.
نحن أصحاب الحركه الإسلاميه بمختلف أطيافها وبواعثها في حاجه ماسه لأدبيات التعاطي مع الخطأ حتي نكون تحت مظله النجاة
نحتاج للفطنه لأسباب النجاه و لا ندفن رؤسنا في الرمال فالقوانين الدافعه كثيرة
وأنقل هنا قول الدكتور عبدالكريم زيدان في كتابه السنن الإلهية في الأمم والجماعات و الأفراد “… وليعلموا يقينا أن ما هم عليه مما يحزن المحب ويسر العدو ، وما أصابهم وما حل في ديارهم ، لم يحدث ذلك قط (صدفة) أو خبط عشواء ، بل كان نتيجة حتمية لما فعلوه أو قصروا في فعله أو تسببوا في فعله أو التقصير فيه .. وليعلموا أيضا على وجه اليقين أن الخلاص من الحالة السيئة التي هم عليها لا يكون أبدا إلا بإتباع ما تقضي به سنن الله تعالي وليس بإتباع غيرها أو إتباع ما يناقضها. وليعلموا أيضا أن من يريد تبديل حاله السئ بغير تهيئة مقتضيات التبديل مثله كمثل من يريد تبريد الماء بوضعه على النار أو يريد تسخينه بوضعه في الثلج.”
و سنتناول كل فترة قانونا فرعيا لعل جهدنا جميعا ينتج فهما واعيا يستتبع عملا فاعلا