كاتب إسرائيلي في “هآرتس”: إسرائيل خسرت الحرب ضد إيران منذ أول صاروخ

إيتاي ماك: كل جنرال يُقتل سيُستبدل.. والمنشآت المُدمرة ستُعاد بناؤها
كتب – محمد السيد راشد
في تحليل صادم حمل عنوانًا غير تقليدي، كتب المحامي والباحث الإسرائيلي إيتاي ماك في صحيفة هآرتس أن “إسرائيل خسرت الحرب ضد إيران منذ اللحظة التي أطلقت فيها أول صاروخ”، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت العنان لحرب لا تملك فيها أهدافًا واقعية، ولا ملامح لانتصار حقيقي.
حملة دعائية تخفي عجزًا استراتيجيًا
وأشار ماك إلى أن السلطات الإسرائيلية، بينما يهرع المدنيون إلى الملاجئ، تسعى لطمأنتهم من خلال “حملة دعائية واسعة”، تتحدث عن اغتيالات ناجحة لقادة إيرانيين، وتدمير منشآت نووية، اعتمادًا على “قدرات عملياتية مذهلة” للموساد والجيش، لكنها لا تغير شيئًا في معادلة الردع.
ويحذر الكاتب من أن الدوافع الإيرانية لإنتاج أسلحة نووية قد تزداد بعد هذه الجولة من العنف، مؤكدًا أن ما يتصوره البعض انتصارًا هو في الحقيقة توسيع لنطاق التهديد الإيراني.
لا أهداف واضحة.. ولا انتصار ممكن
يُرجع ماك فشل إسرائيل إلى غياب أهداف استراتيجية واقعية، وهو ما يشبه الوضع في قطاع غزة. ويدلل على ذلك بأن المعرفة النووية الإيرانية لا يمكن محوها بالقصف، وأن القيادات العسكرية يمكن تعويضها بسهولة، ما يجعل من الحديث عن انتصار “مجرد وهم سياسي”.
وفي إشارة أكثر عمقًا، يرى الكاتب أن الشعب الإيراني وحده هو القادر على تغيير نظامه السياسي، وأن أي تدخل خارجي عسكري لن يؤدي إلا إلى تعزيز شرعية النظام داخليًا.
إسرائيل خسرت ورقتها الأخيرة
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لطالما احتفظت بـ”ورقة الردع” عبر التلويح بهجوم عسكري شامل، ما كان يشكّل أداة ضغط فاعلة على إيران والمجتمع الدولي. لكن، وبعد تنفيذ هذا الهجوم، لم يعد لدى إسرائيل ما تلوّح به، ما قد يُضعف موقفها في أي مفاوضات قادمة.
ويتابع ماك: “عندما تُستأنف المحادثات الدبلوماسية، ستكون طهران في وضع أقوى وأكثر صلابة، بعدما أثبتت صمودها أمام ما كان يُخشى حدوثه.”
دعم أميركي هش ونتنياهو وحيد
يذهب الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كانت تعوّل على الضربات الإسرائيلية للضغط على طهران، لكن يبدو أن الدعم السياسي الداخلي داخل واشنطن بات ضعيفًا، مما يترك نتنياهو في عزلة سياسية ودبلوماسية.
ويضيف أن استمرار الحرب سيجعل إسرائيل تعتمد كليًا على المساعدات الأميركية لتمويل عملياتها، التي قد تُكلّف الدولة مليارات الدولارات، وسط تساؤلات عن مدى استعداد الولايات المتحدة لتحمل الفاتورة.
نتنياهو.. انتصار وهمي وورطة حقيقية
واختتم ماك تحليله بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يكون “حقق وعدًا انتخابيًا لمؤيديه”، لكنه في المقابل أدخل إسرائيل في حرب طويلة بلا نهاية واضحة، وربما دون حليف موثوق في أصعب منعطف تواجهه الدولة العبرية في صراعها مع إيران.