البحث العلمى

كارثة الجامعات بين العلم الحقيقي والعالم الأكاديمي … وسراب العالمية …!؟

 

أن العمل الأكاديمي في جامعات عديدة حول العالم صار يتطلب انتاج أبحاث كثيرة بغض النظر عن فائدتها ومضمونها أو اضافتها للعلم. وقد جعل ذلك مثل هذة الجامعات تتفاخر بكم الأبحاث والدرجات العلمية التي تمنحها للماجستير والدكتوراة (فقط أعداد) بصرف النظر عن قيمتها العلمية أو مستوي خريجيها مما تسبب في جعل الفجوة بين “العلم الحقيقي” و “العالم الأكاديمي” تزداد اتساعاً .فالبحث العلمي يحتاج وقت وجهد ومثابرة.

لقد أصبحت الجامعات مثل شركات الأعمال تريد نتائج سريعة وتجرى خلف المقاييس والتصنيفات الدولية الغير دقيقة في معظم الأحوال. مثلما تفعل الشركات التي تجرى خلف الأرباح والإعتمادات مثل الحصول علي شهادات الأيزو لجودة الأنتاج أو للحفاظ علي البيئة وما شابه ذلك من أجل توسيع قاعدة عملائها وتعاملاتها … وبالتالي أرباحها المادية.

ولذلك صرنا نسمع كثيراً ألفاظاً- من عالم الشركات والأعمال- لم نكن نسمعها قبلاً في الجامعة … على سبيل المثال كلمة stakeholders أي أصحاب المصلحة (وتتعجب لما تسمع الأجيال الجديدة من أعضاء هيئة التدريس وهم يمطون ‘بوزهم’ في نطق تلك الكلمة باللغة الإنجليزية “ستيك هوووولدرز” -وخاصة من الجنس اللطيف- … وكأنهم بذلك قد أتوا بعلم الأولين والآخرين…!!

هذا الموضوع يسمي  Enterprising the Academiaويعني التعامل مع الجامعات بطريقة وفكر الشركات ورجال الأعمال والكلمة مشتقة من Entrepreneurship أي ريادة الأعمال. هذا من أسباب التدهور الحادث في التعليم الجامعي في دول عديدة، وانتشار الممارسات السيئة في البحث والنشر العلمي، والأمانة العلمية. وتلك بدعة تسري كالنار في الهشيم في الجامعات الآن، ظنا منهم مثلا أن الخريجين سيكونوا جميعهم نسخة من “مارك زوكربيرج” مؤسس شركة ميتا (فيسبوك).

جامعات عديدة حول العالم للأسف ضلت طريقها في عالم المال والأعمال تحت مسمي “تدبير الموارد”. وبدلاً من أن تكون الجامعات محاريب للعلم ودوراً للإبداع وصناعة معلومات وعلوم وأفكار وابتكارات جديدة مفيدة للمجتمعات والبشرية والأقتصاد والبيئة … صارت تدعم أساليب الهمبكة وحركات الشو الأعلامي، والأبحاث المضروبة، واللهاث خلف التصنيفات، وسراب الوصول للعالمية عن طريق”تستيف” الورق وملفات جودة شكلية اوصلت بعض المجتمعات حول العالم الي مستوي لم يعد فيه علم ولا أخلاق للسواد الأعظم من أهل العلم.

#مستخلص عن ” بيتر هيجز” الفيزيائي البريطاني الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2013 والأستاذ بجامعة ادنبرة البريطانية وتوفي 10 ابريل الحالي عن عمر يناهز 94 عاما

مختارة من صفحة الواتس الخاصة بالاستاذ الدكتور ابراهيم غانم استاذ الجغرافيا بجامعة طنطا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.