كن سفيرا لدينك في كل مكان وفي كل الأوقات
من اختيارات ا. د. نادية حجازي نعمان
كان الدكتور الجراح المصري علاء رضوان يمشي في أحد أروقة المستشفى التي يعمل فيها في شمال ولاية تكساس الأمريكية عندما سمع رجلا يناديه: “دكتور دكتور..” التفت؛ فإذا برجلٍ أميركي أبيض في السبيعينات من العمر ويقول له بلهجة عربية مكسرة: “السلام عليكم”.
توقف وسلم عليه، قال الرجل الأبيض: أنا متأكد أنك لاتذكرني، ولكني آتي إلى المستشفى بشكلٍ شبه دائمٍ منذ خمسةِ شهورٍ بحثًا عنك، فأنا لا أعرفُ اسمك، ولكن أتذكر شكلك… منذ حوالي عامين كانت زوجتي في العنايةِ المركزةِ قبل موتها من السرطان، وكنتُ جالسًا أبكي وحدي في الغرفةِ المخصصةِ للعبادةِ في المستشفى بعد منتصف الليل، فدخلتَ وناولتني صندوقَ المناديل، ثم بدأتَ تصلي.
عرفتُ من صلاتك أنك مسلم؛ لأني رأيتُ ذلك في التلفزيون، ولكني لم أرَ في حياتي صلاةً كاملةً، فجلستُ أراقبُك، ثم رأيتُك ترفعُ يديك وتدعو بحُرقةٍ.
وبعد أن انتهيتَ، أتيتَ وقلتَ لي إنك دَعوتَ لي أن يفرّج همي، مهما كان هذا الهمّ… أحسستُ بسعادةٍ غامرةٍ بعدها…ثم بدأتُ أقرأُ عن الإسلام.
وأسلمتُ منذ خمسةِ شهور، ومن وقتها آتي بشكلٍ دائمٍ للمشفى لأشكر الممرضاتِ اللاتي أشرفن على علاج زوجتي وأبحثُ عنك، وأنا سعيد جدًا أني رأيتك اليوم لأشكرك.
العجيبُ في الأمر أن الدكتور علاء قال إنها كانت تلك الليلة الوحيدة في مهنته التي دُعِي فيها إلى المستشفى بعد منتصف الليل لإجراء عملية طارئة، وكانت بداية عمله في ذلك المستشفى، وعندما شكره الرجل كان أسبوعه الأخير للعمل في ذلك المستشفى.
الدكتور الجراح المصري علاء رضوان توفي يوم الاربعاء 23 سبتمبر 22أثر حادث أليم في ضواحي مدينة دالاس عن عمر يناهز ٣٤ عامًا، تاركًا وراءه طفلين وزوجةً حامل.
العبرة من هذه القصة وهي مرثيتي للدكتور علاء :
أنت سفير أينما كنت… فكن سفيرَ خيرٍ لمعتقدك في كل مكان، وفي كل الأوقات!
رحم الله الدكتور علاء وأسكنه فسيح جناته، وألهِم أمه وزوجته وذويه الصبر والسلوان…واجعل اللهم إسلام هذا الرجل في ميزان حسناته، وخيرًا له من الدنيا وما فيها.
منقول