لأئمة التراويح”٢’
لأئمة التراويح
بعض الأئمة الذين يصلّون بالناس؛ يشتكون من النسيان أو اللبس أثناء القراءة، مع أنه قام بمراجعة ما يقرؤه في الصلاة.
هناك أسباب كثيرة تجعلك تنسى أو يلبس عليك.
* منها: ما ذكره ابن كثير في آخر سورة الروم، والسبب عدم اتقان المأموم للوضوء فيكون سببا في اللبس على الإمام:
[ما روي في فضل هذه السورة الشريفة، واستحباب قراءتها في الفجر]:
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، سمعت شبيب -أبا روح -يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح، فقرأ فيها الروم فأوهم.
فقال: “إنه يلبس علينا القرآن، فإن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء”.
وهذا إسناد حسن ومتن حسن وفيه سر عجيب، ونبأ غريب، وهو أنه، عليه السلام تأثر بنقصان وضوء من ائتم به، فدل ذلك أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام.))ا.هـ
* ومنها: العجب
قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط! أردت أن أقول ” لعلهم يرجعون ” فقلت: لعلهم يرجعين! قال: فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي: أخطأت! ولكنه لما سلمت، قال لي: يا كسائي، أيُّ لغة هذه؟! قلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد! فقال: أمآ هذا فنعم! )ا.هـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
* ومنها: الشماتة
ذكر ابن الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء (ص61-62):
أن الكسائي اجتمع واليزيدي عند الرشيد، فحضرت صلاة الجهر فقدموا الكسائي فصلى بهم، فأرتج عليه في قراءة (قل يا ايها الكافرون).
“في القاموس:”يقال أُرْتِجَ على القارِئِ إِذا لمْ يَقْدِرْ على القراءَةِ كأَنَّه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البَابُ.”
فلما سلم قال اليزيدي: قارئ الكوفة يرتج عليه في (قل يا ايها الكافرون)، فحضرت صلاة الجهر فتقدم اليزيدي فصلى، فأرتج عليه سورة الحمد.
فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى***إن البلاء موكل بالمنطق)
وقد تكون هناك أسباب أخرى فعلى القارئ محاولة اجتناب تلك الأسباب. والله أعلم
منقول من صفحة الشيخ/ عبدالحكيم عبدالرازق