شئون عربية

لأول مرة عربيا ..بكاء واعتذار رئيس الوزراء علانية للشعب الجزائري

بقلم / الدكتور محمد النجار 

لأول مرة أشاهد في العالم العربي وقوف “رئيس وزراء ” يعلن مسئوليته ومسئولية حكومته عن سوء نتائج السياسات الاقتصادية لحكومته ، وسوء سياسة الاستيراد الوحشي للسلع التي أدت الى نقص بعض السلع وتدهور الاقتصاد. وهذا ما فعله بكل شجاعة الرجال رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبدالرحمن.

نقص الحليب والزيت في الجزائر

وحسب ماورد في “موقع صدى البلد” السبت 08-10-2022م، لم تنقص كل السلع في الجزائر ، بل نقص بعض السلع خاصة “الحليب والزيت” ، نتيجة عدم قيام الدولة بالرقابة الحقيقية على السوق ، مما أدى الى قيام بعض رجال الأعمال المستوردين الى حبس السلع وتخزينها والمضاربة فيها ، فارتفعت الأسعار خاصة سعر الحليب والزيت.

لم يبرر فشله بالحرب الروسية الأوكرانية

العجيب في الأمر أن رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبدالرحمن لم يبرر فشل سياساته الاقتصادية ونقص السلع والخدمات بالحرب الروسية الأوكرانية مثل بعض الحكومات العربية الآخرى ، وإنما اعترف أمام البرلمان بأن سياساته الاستيرادية العمياء هي السبب وأن هذا يرجع الى تقصيره في آداء وظيفته مما أدى الى نقص بعض السلع خاصة الزيت والحليب .

أول رئيس وزراء عربي يعترف بمسئوليته أمام الشعب

والعجيب أيضاً والمستغرب أنه لأول مرة في العالم العربي يعترف رئيس الوزراء بمسئوليته وتقصيره ، وهذه ميزة جديدة لم يسبق إليها أي رئيس وزراء في العالم العربي الذي يعاني من الفساد الحكومي وإفساد رجال الأعمال الذين يسيطرون على الحكومات والبرلمانات ويتحكمون في أقوات الشعوب ، ويشرعون القوانين والقرارات التي تحقق مصالحهم الشخصية والدولارات والعملات الصعبة التي تدخل جيوبهم من أموال الشعوب العربية المطحونة دون أي نظر أو اعتبار إلى معاناة شعوبهم ، ولا توجد برلمانات حقيقيقة تحرص على شعوبهم الذين يمثلونهم نتيجة انتشار الرشوة والمحسوبية والإفساد .

بكاء رئيس الوزراء تضامنا مع فقراء الشعب الجزائري

ولأول مرة أشاهد فيديو لرئيس وزراء عربي يبكي أمام البرلمان خلال رده على النواب عند عرض بيان السياسة العامة لحكومته.

فقد تغلبت الدموع على رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، بل توقف عن الكلام لحظة انهمار دموعه وظهر متأثرًا بشدة وهو يغالب الدموع أثناء حديثه عن نقص بعض المواد الاستهلاكية في السوق خاصة الحليب والزيت.

 انفجارالبرلمان  الجزائري بالتصفيق لبكاء رئيس الوزراء

سادت حالة من الصمت في البرلمان الجزائري  أمام بكاء رئيس الوزراء عند اعترافه بالمسئولية ، ثم أعقبها تصفيق حقيقي  حاد لرجل لم يتهرب من المسئولية أمام هذه الأزمة

هذا ديدن الرجال وأخلاق الكبار

كان التصفيق الحاد لهذا الرجل الحقيقي الذي يتحمل مسئولية الشعب ، ويستحق أن يكون مسئولاً ، ويستحق التسامح معه عند اعترافه بالحقيقة وليس تزييفها.

هذا ديدن الرجال الحقيقيين الذين يعترفون بأخطائهم ، وهذه أخلاق الرجال الكبار الذين يتحملون مسئولياتهم أمام شعوبهم ، ولا يتزرعون بأسباب واهية أصبحت مكشوفة أمام شعوبهم .

رجال الأعمال المضاربين في لائحة الإرهاب بالجزائر

ولأول مرة أيضا في دول العالم العربي ، وفي خطوة جريئة تعلن الحكومة الجزائرية عن لائحة الإرهاب الحقيقية التي تضم رجال الأعمال المضاربين بأقوات الشعب الجزائري ، ويتحكمون في السوق ويدمرون الاقتصاد الوطني الجزائري ، وهؤلاء هم الإرهابيون الحقيقيون الذين يهددون أمن الوطن والسلم الإجتماعي. فقد أعلنت النيابة العامة بالجزائر حربًا كبيرة على المشتبه بهم بالمضاربة في أسعار المنتجات الغذائية، بوضعهم على لائحة الإرهاب.

اعتذار رئيس الوزراء الجزائري لكل رب وربة بيت

ولأول مرة أيضا أشاهد البرلمان الجزائري ، ويقف أمامه رئيس الوزراء يُقدم اعتذراه علانية لكل رب وربة بيت وَجَدَا صعوبة في الحصول على بعض المواد”. بل ووعد بأن الدولة ستضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين بقوت الشعب الجزائري ، قائلا :

” أعِدُكم بأن الدولة ستضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه اللعب بقوت الجزائريين، وتهريبه لإحداث البلبلة، ودفعنا إلى العودة إلى الاستيراد الوحشي، الذي استنزف مقدرات الشعب والأمة”.

رئيس الوزراء موظف لدى الشعب وليس جلاداً له

لقد ضرب رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبدالرحمن مثلا حقيقيا في الإعتراف بطبيعة الوظيفة الحقيقية لرئيس الوزراء كما هي في الغرب الديمقراطي الحر، وهي أن رئيس الوزراء ليس إلا موظفا لدى الشعب يتقاضى راتبه من أموال الشعب ، وليس جلاداً للشعب ، ويلقى بتبعية فشله على الشعب سواء بجهل الشعوب أو بزيادة عدد السكان ، إنما هو موظف تم توظيفه لخدمة الشعب حسب عدد سكانه وطبيعة تركيبته الاجتماعية.

فمتى نرى رؤساء وزراء العالم العربي يتعاملون مع شعوبهم كموظفين يخدمون لدى شعوبهم ويتقاضون رواتبهم من أموال هذه الشعوب،وليسوا جلادين فشلة يلقون بتبعية فشلهم على شعوبهم؟؟؟ فهل سنرى هذا قريباً؟؟ أم ستظل معاناة الشعوب العربية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ؟؟

د.محمد النجار

الثلاثاء 15ربيع اول 1444هـ

الموافق 11 أكتوبر 2022

 

 

+++الوسوم  :

 

Mohammad

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.