لا تخّافوا من الموت..

كتبت / عزه السيد
لا تخّافوا من الموت..
أنا عايز اسأل سؤال هل الملايكة ممكن تظهر للإنسان قبل ما يتوفى؟
وفي القرآن في سورة فصلت، قال الله تعالى: ”
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}
تتنزّل إمتى الملايكة؟
قبل وقت صعود الروح أى قبل حضور ملك الموت عليه السلام
تجهز الصالحين لإستقبال الموت بالبشرى تبشرهم وتخاطبهم وهم على أحسن صوره رؤيتهم فقط هى السعاده
إنهم ملائكة الرحمه عليهم السلام
بتطبطب على الإنسان وتطمنه وتقوله عملك مقبول وانت من أهل الجنه أقبل على ربٍ رأضٍ غير غضبان وتُهيئهُ لهذا اللقاء كأنه يوم عُرس وفرح وتغسلهُ وتعطّره وتُلبِسهُ أطيب الثياب
وتطّمنهُ على زوجته أو زوجها وعلى أولادهم وتكشف له مستقبلهم وأخبارهم حتى يطمئن عليهم وتخبره بأنهم هم اوليائه فى الدنيا مع أولاده من بعده لن يتركوهم
وتزِفَهُ فَرِحاً مسرواً فى شوق إلى أجمل لقاء الحبيب مع حبيبه إنه ملك الملوك الكبرياء ردائه والعظمة بهائه لطالما احببت لقائه فى الدنيا أحب الله سبحانه وتعالى لقائك وبشرك بالجنه
وهذا ما تسمعه
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
فتعود مسروراً إلى الأرض لكى تحضر الغُسل والجنازه وترى كل شئ وتتحرك بخفه ويسر بعد أن كنت مريض وعليل وضعيف وتقف على شفير القبر تنتظر إنصراف المشيعين
وترى ف القبر الصلاه فى احسن صوره تقف بجوار الجسد عند الرأس والصدقات عن يمينك والحج عن يسارك وقضاء حوائج الناس عند قدميك كأنهم حراس يحرسونك
ثم تستأذنهم ملائكة القبر منكر ونكير عليهم السلام فى السؤال وتسألك برفق ولين ثم يتحول المشهد ويتسع القبر ويُفتح باب من الجنه ويتحول قبرك إلى روضّه من الجنه
ومن جمال المشهد تصرخ وتقول ربى أقم الساعه ثم تغفو كأنك نائم وماهى إلاّ لحظات يتوقف فيها الزمن تماماً وتسمع النفخ فى الصُّور فتقوم بفرح وترى النور يسعى من حولك وبيمينك
وتتجه إلى الحوض وترى نبى الله محمد واقف على الحوض وحول الحوض كوؤس من ذهب للشاربين فتسلم عليه صلَّ الله عليه وسلم وتشرب من بين يديه شربةّ لا تظمأُّ بعدها أبداً
ولذلك ما تخـ.ـافوش من المـ.ـوت، الناس الموحدين الطيبين الصالحين والملتزمين ما تقلـ.ـقوش من المـ.ـوت لأن النبي -صل الله عليه وسلم- قال “تخرج روح المؤمن كما تسيل القطرة من السقاء”، يعني كأن نقطة ماية نازلة من الكوباية بسهولة وسلاسة خالص،
والجسد مجرد اداه وسكن للروح للإتصال بعالمنا بعد مفارقته تحيا الروح وقوانينها
وتتحرر من العالم المادى وترى من غير أعين وتسمع من غير أذن وتمشي من غير أرجل فهى كانت حبيسه مسجونه فى داخل هذا الجسد الضعيف الفانى الذى يبلى فى التراب
ما أعرفش ليه فى ناس بتخـ.ـوفكم من الموت ؟!
وانتم بتصدقوهم وتخافوا
ليه تضيعوا
فرحة اللقاء بالخوف؟!
ما تسمعوش لحد ولا تخافوا خليكوا على العهد وحسن الظن فى ربكم إنه هو الغفور الشكور الذى يضاعف الحسنات ويمحو السيئات ويعفو عن كثير ويجازى الإحسان بالإحسان
( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ )
ومن كرمهِ ولطفهِ تستأذنه الكَّتبه للصعود للسماء فيأمرهم بالبقاء مع صاحبهم ويجلسون عند قبرهِ يسحبون ويحمدن ويمجدون الله وتسبيحهم حسنات جاريه للميت ليوم القيامه
وبكل ثقه كن على يقين إن الله أحن على العبد من أُمهِ التى ولدته فهو سبحانه عندما يقدمونا للقبر لا ينظر إلى أعمالنا ولكن ينظر إلى قلة حيلتنا فيرحمنا
“ما يَفْعَلُ اللَّهُ بعذابكم إن شَكَرْتُمْ وآمنتم”
فهو سبحانه وتعالى ما خلقنا ليعذبنا الشكر والإيمان نجأه من عذابه
فكن شاكراً وجدد إيمانك دائماً قولاً وعملاً
الحياه نعمه كبيره تستحق الشكر
كم من أناسي كثيره ماتت تحت التراب تتمنى أن تحصل على فرصه تانيه للرجوع
للعمل الصالح والتصدق من المال الذى جمعوه طيلة حياتهم ولم يؤدوا حقه ولم يُخرجوا زكاته و تركوه خلفهم ينعم به غيرهم!
الحياه لم تخُلق عبثاً إنما خلقت لهدف وغايه فكل ثانيه تمر فى حياة الإنسان لها قيمه ولا تعود له أبداً إلى يوم القيامه وتكون عليه ندم حسرة بعد فوات الآوان إن لم يجعلها فى طاعة الله



