لا يا أبى ….
بقلم / هناء هنتش
لا يا أبى ….
أبتاه لا تغضب على ولا تلقى باللوم إلى …
ففى قلبى آلام تتجدد وجروحى غائرة تتمدد …
بالأمس قذف بكلمات فى وجهى تنتزع البسمة من عمرى…
مرت من بين شفتيه وصارت تنخر فى عظمى …
يا ابنتى قد عشت لك وحدك سنوات عديدة …
والآن انت قد كبرت وآن لى أن اتخذ حليلة …
فتخيرى أن تبقى معى أو تذهبى فأمك قد صارت وحيدة !!!
يا ابى كيف تخيرنى بينك وبين من تركتنى وليدة ؟؟؟
ولا اذكرها ولا أذكر معها لحظة عطف أو كلمة حنونة …
كيف أذهب لمن حرمتنى جو الأسرة وحضنها وطعم الأمومة ؟؟؟
وبكيت وأزرفت دموعى فأخذ بجسدى يجذبه …
فآلمنى وضلوعه تخترق ضلوعى ..
ضغط بيديه على كتفى وأنفاسه كسهام فى وجهى تلهبنى ويضيق بها صدرى …
أشيائك لن تبرح موضعها وحضن أبيك هو المأوى
دمتى لى خير رفيقة …
حسنا يا ابت فلتفعل ولكن لا تنسى حبيبتك الأولى…
ولا تتركنى يا أبى فأنت لى كل شئ …
انت الحب والأبوة والرجولة …
انت الحصن والسد المنيع ….
كانت هذه كلمات فتاة مراهقة فى نهاية المرحلة الإعدادية …
كانت تتخيل أن لها ابا حنونا وتعيش حالة عشق وهمية مع أبيها الذى تفتقده ولا وجود له فى حياتها من الأساس …
فاختارت بدلا من أن تكتب مقالة بعنوان …
اين أبى ؟؟
او الأب المفقود …
اختارت أن تكتب قصة وهمية تعبر عن مدى أهمية وجود الأب وتعبر عن مدى احتياجها لهذه الأبوة …
تعكس احتياجها لوجود اب حقيقى فى حياتها تشعر بحبه وحنانه …
كانت تتألم بشدة من فراق الاب الحاضر الغائب …
تتألم من اليتم وأبوها يعيش معهم ليل نهار !!!!
فيأيها الأب ارجوك لا تنجب إن كنت لست ابا …
او إن كنت لا تعلم كيف تصبح أبا …
ارجوك لا تختار أن تكون الأب المفقود …
ارجوكم لا تيتموا مزيدا من الأجيال …