لماذا الحنين لزمن الفن الجميل ؟!
بقلم / ممدوح الشنهوري *
يسعد الكثير من الناس وخاصة كبار السن، بمشاهدة أفلام الأبيض والأسود السينمائية القديمة، في كل وقت وحين مهما تكرر إعادة مشاهدتها في أي وقت علي أي من القنوات الفضائية، من كل فئات وطبقات المجتمع مهما إختلفت ثقافتهم.
وذلك يرجع لأن الجميع صار يحن للماضي بكل ما كان فيه من جمال أو حتي نوع من الشقاء، ولكن ليس النفسي كما هو الأن، بسبب تزايد ضغوط الحياة النفسية والتي فاق حد التحمل عند الكثير من الناس، فكل منهم له ذكرياته الجميلة التي عايشها ذات يوم من تلك الأيام في ماضيه من بساطة العيش ورخص ميعيشتها في تلك الأزمنة الماضية .
وتعتبر تلك الأفلام هي الكنز الحقيقي ” الحي” للمجتمع المصري وكذلك العالمي علي مر سنوات طويلة من الزمان ، لإنها صورت واقع وحياة المجتمع المصري في كل الأزمنة المختلفة ومراحلة الإجتماعية علي مر أكثر من قرن وربع من الزمان منذ نشأت السينما العالمية والمصرية في بداية القرن الماضي ، لتعبر بصدق وإحساس عن حياة المصريين بإختلاف طبقاتهم الإجتماعية والثقافية وكذلك السياسية.
ويعتبر سر تمسك هؤلاء الفئات من الناس بإختلاف طبقاتهم الإجتماعية بمشاهدة هذه الأفلام بحب وحنين هو وجود فجوة كبيرة خلفها المجتمع خلال العقود الأخيرة من إختلاف كبير بين ثقافة الماضي والحاضر، لتصعب علي أغلب الناس من المجتمع المصري في الوقت الحالي التأقلم معها أو التعايش بسبب تناقضات الفكر بينهما.
سواء كان إختلاف هذا الفكر إجتماعي أو ثقافي أو سياسي أو أخلاقي أو معيشي، فالجميع الأن و بدون إستثناء يتمنون العودة بالزمن للوراء لأسباب كثيرة منها إختلاف طبع وطبيعة الحياه، عن ذلك العصر الذي نعيشه الأن. والذي ما زال لا يحمل أي معني حقيقي لراحة الإنسان النفسية. رغم ما به من تقدم ورفاهية لإنها صارت مكلفة ماديا ونفسيا أكثر من اللازم عن الماضي وعلي عبئ أي إنسان بسبب تلك الأزمات الإقتصادية الطاحنة التي يمر بها العالم الأن .
لأن كل فئة من فئات المجتمع الأن تقارن حالها بحال الماضي وما كان فيه رخص في المعيشة وبساطة في الحياة، ولكن بحسرة وألم نفسي، أثر علي تقدم المجتمع بأكلمة، بنوع من الجبر النفسي علي التحمل لإستمرار الحياه حتي لا تنهار الأسرة نفسيا فينعكس ذلك علي تقدم المجتمع وتقدمة بنوع من الرقي مثل مثل باقي المجتمعات الخارجية للدول.
لأن أغلب مشاكل الأسرة و المجتمع الأن، تعود لعبء نفسي زائد وأكثر من االازم رغم تلك الحداثة في كل مجالات الحياة والتي سهلت لهم قضاء كل متطلباتهم ومصالحهم وبأقل مجهود وف الوقت ، ولكنهم في نفس الوقت صاروا يتمنون العودة بالزمن للوراء لسبب ما بداخلهم وهو إفتقادهم للراحة النفسية.
وبسبب هذه الضغوط النفسية الزائدة في تقدم العصر وكثرة متطلباتة المادية علي رب الأسرة وخاصة إن كان رب الأسرة هذا، عاصر تلك الأيام والسنون من جمال وبساطة معيشتها في السابق والتي صورتها أفلام الأبيض والأسود بالعديد من صور الجمال التي كان أغلب أفلامها تملأها البسمة والضحكة.
،لهذا صار الجميع من هؤلاء الفئات يشاهد تلك الأفلام القديمة وكأنها هي ” عزاءهم الوحيد” لزمن من الراحة النفسية ولي ولن يعود .
*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان