تقارير وتحقيقات

لهذه الأسباب ننصح الشباب بالبعد على الزواج العرفي

كتب : محمود هاشم

صورة ارشيفية

انتشار ظاهرة الزواج العرفي وخاصة بين الشباب الجامعي من الجنسين ، تعد من أخطر الظواهر التي من شأنها تدمير أواصل هذه الأمة وتنشئة أجيال لا يعرفون الأصول الاسرية الصحيحة .وأجمع غالبية الفقهاء والخبراء أن هذا النوع من الزواج لا يحقق مقاصده الشرعية والاجتماعية والإنسانية خاصة المودة والرحمة ، ولا يتحقق في هذا الزواج  قول الله تعالى في الآية (21) من سورة الروم:”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ”  .

فهذا النوع من الزواج غير معروف لأسرة الولد أو البنت وليس فيه نفقة ملزمة ولا كسوة ولا سكن ولا رحمة لان كل منهما يحرص على كتمان الأمر وإخفاء الزواج …وعليه يتملكهما دائماً الشعور بلأثم والخوف من المستقبل والقلق والاضطراب.

وقال  ابو الهيثم  محمد درويش في كتاب ( طريق الاسلام )

أن الزواج العرفي  سواء كان سرياً أو معروفاً،يفتح  أبواباً للفساد لا نهاية لها وعواقبه الحسرة والندامة وهذه بعضاً من الآثار السلبية له :

1) ضياع حقوق الزوجة حيث إن دعواها بأي حق من حقوق الزوجية لا قيمة لها أمام القضاء لعدم وجود وثيقة الزواج الرسمية.

2) أن الزوجة قد تبقى معلقة لا تستطيع الزواج بأخر ـ إذا تركها من تزوجها عرفياً دون أن يطلقها وانقطعت أخباره عنها أو أصابته أي حاله عصبية أو نفسية فقد فيها قدرته العقلية .

3) أن الأولاد الذين يأتون نتيجة للزواج العرفي قد يتعرضون لكثير من المتاعب التي قد تؤدى بهم إلى الضياع والتمزق داخل مجتمعهم بل وقد ينكر نسبهم.

4) بما أن الأصل في الزواج الإشهار والإعلان ومن ثم تبادل التهاني والتعارف بين أهل وأقارب الزوجين ( بعض الفقهاء عدوه شرطاً من شروط صحة عقد الزواج ) وحيث أن الزواج العرفي يتم في سرية وكتمان يترتب عليه انقطاع أواصل المودة والتقارب بين أهل الزوجين.

5) ماذا لو تقدم شاب يريد الزواج ممن تزوجت عرفياً .. ماذا سوف يكون موقفها أمام أهلها وأمام أهل من تقدم للزواج بها وماذا ستقول لهم.

6) إن ما يسمى بالزواج العرفي أحياناً يكون الغرض منه هو التحايل والتلاعب على القوانين كأن يقصد منه الحصول على منافع مادية غير مشروعة مثل حصول الزوجة المتزوجة عرفياً على معاش ليس من حقها لو تزوجت زواجاً رسمياً… وهو ما يرفضه الضمير والأمانة .

لكل هذه الأسباب وغيرها ننصح كل شاب وكل فتاة بالابتعاد عن الانصياع لهذه الظاهرة المحكوم عليها بالفشل والسقوط في دهاليز وسراديب الضياع والتمزق والهلاك فمما لا شك فيه أن العقلاء من الناس هم الذين يسلكون في كل شئونهم ـ ولا سيما الزواج ـ الطريق السليم الذي دعت إليه القوانين المعمول بها والتي تؤيدها شريعة الإسلام.

وعليه فأن الزواج العرفي بهذا الشكل لا يحقق مفهوم الزواج المتعارف عليه والذي هو نظام اجتماعي كامل تبنى عليه أسرة جديدة في إطار النظم الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمعات والديانات . فهو وسيلة لتحقيق أهداف المجتمع في التعارف والتزاوج وتوثيق الصلات ومقاصد الشرع في إيجاد السكن والمودة في الأسرة وبالتالي في المجتمع…وعليه يعد الزواج العرفي المنتشر حالياً في هذه الأيام بين طلبة المدارس والجامعات بدون أية ضوابط أو معايير أو احترام لأية تقاليد أو قيم دينية زواج باطل لا يحقق مقاصد الشرع المعلنة والمعروفة شرعاً وهى أعمار الأرض وعبادة الله وتلبية الاحتياجات النفسية والجسدية بما يحقق الصون والعفاف والإحسان والمودة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.