ماذا لو
بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمَّارى
وبعد جَهْدٍ جَهيدٍ على مدار الأسبوع من الأعمال الشاقة والترحال بين المدن الكبرى أعود كالعصفور في عُطلةِ نهاية الأسبوع مسرعاً إلى قريتى التى تستقبلنى هى الأخرى بحرارة الشوق .وما شَعُرتُ بالراحة طيلة حياتي إلا وأنا بين أحضانها علماً بأننى دائم البُعد عنها منذ نعومة أظفارى نظراً لطبيعة حياتى العملية والعلمية.
ثم إن لى عادةً وروتيناً عشته وعشقته حتى أصبح جزءاً من كيانى حيث أجلس بعد العصر دوماً إلى غروب الشمس فى شُرفة منزلى متأملاً ومحدقاً النظر فى المساحات الواسعة من البقعة الزراعية والزراعات المتنوعة، فيها الطويل والقصير والأخضر والأصفر كأنها لوحة فنية مكتملة الأركان رسمت بخيال ملائكى .وما يزيدها حسناً وجمالاً سريان الماء في ترعتين واسعتين تفصل بينهما الزِّراعيَّة ( طريق زراعى يربط بين قريتى ومدينة دمنهور ومدينة شبراخيت ).
والذي يستوقفنى دائماً ويثير اعجابى حتى الانبهار هى حياة المارة الجائلين على الزراعية منهم من يستقل سيارته الخاصة ومنهم من يستقل سيارة الأجرة أو سيارات النقل وربما التوكتوك أو الموتوسيكل أو حتى ممتطياً ظهر دابته ( الحمار ) وصلوا إلى الكمال من سعة الصدور، يتبادلون التحيات بأصوات أداة التنبيه ( الكلاكس ) يفسحون الطرقات فيما بينهم كى يسلم الجميع من الحوادث والمخاطر وقد ينتظرون بعضهم البعض للوصول بسلامة وأمان.
ومن المثالية المفرطة من الرُّكَّاب وانضباط السلوك والانشغال بالنفس دون التدقيق والتحمليق فى حياة الآخرين قمة التراحم والتزاحم على فعل الخيرات وقداسة الشيخ الكبير والمرأة العجوز فى مواصلات النقل الجماعي كأن غداً القيامة، لكلٍّ قِبْلةٌ ذهاباً وإياباً .
أحقاً نحن ما أرى ؟؟
إذن نستطيع !!!
ماذا لو كانت حياتنا قاطبةً ضمن معاهدة سلام الزراعية العُظمى.